كثف المسؤولون العراقيون انتقاداتهم للمساعدات الدولية لمحاربة «داعش»، وطالبوا التحالف بالعمل الجاد والتنسيق ضد التنظيم. (المزيد) من جهة أخرى، أعلن الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إياد مدني مدني، بعد لقائه وزير الخارجية إبراهيم الجعفري أمس، أنه اقترح على المسؤولين العراقيين أن يعقدوا «مؤتمراً في مكة أو في أي مكان آخر لتقريب وجهات النظر وتقليل التجاوزات». وقال رئيس البرلمان سليم الجبوري إن «على الولاياتالمتحدة مضاعفة جهودها في مساعدة العراق لمواجهة داعش»، مضيفاً أنه طلب ذلك من المنسق العام للتحالف الدولي الجنرال جون ألن، وحمله رسالة بهذا المعنى إلى البيت الأبيض. وزاد «نشعر بأن الإسناد الدولي ليس مقنعاً، ونرى مشاركة هنا أو هناك، ولكن هذا غير كاف بالنسبة إلى الوضع الصعب الذي نمر به الآن»، مطالباً «المجتمع الدولي بتفعيل دوره أكثر». وتقتصر الجهود الدولية في الحرب على «داعش» على تنفيذ غارات جوية شبه يومية، على معاقل التنظيم، وقد نجحت في قتل عدد من قادته الميدانيين، لكن الغارات غير كافية، من دون تحرك قوات برية تحسم المعركة. وفي هذا الإطار، طالب نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي السفير الأميركي في بغداد ستيوارت جونز ب «ضرورة تنسيق الجهد المضاد للإرهاب، وزيادة وتيرة دعم التحالف الدولي». إلى ذلك، قال الجعفري، خلال مؤتمر صحافي مع مدني: «تلقينا مساعدات، لكنها ليست كافية إذا قيست بالوضع الاستثنائي الذي نمر به، ونأمل في أن تستمر حتى تكون أفضل». وأضاف: «نطلب دعماً، ليس من موقع الترف. نحن نقاتل نيابة عن العالم». وزاد أن «هؤلاء (في إشارة إلى عناصر داعش) جاؤوا من بلدان خارج العراق، ويهددون بلدانهم التي جاؤوا منها، لذا فإن دعم الوضع الأمني والإنساني والبنية التحتية في العراق يدخل في هذا المضمار». أما مدني فقال إ ن لقاءاته في بغداد أعطته فرصة ل «الاستماع إلى تفاصيل الوضع في العراق وكيف تطور منذ 2003 وأهم ما لمسناه أن الجميع يشعر بأن العراق في لحظة تفاؤل. ومنعطف يسير به لغاية منشودة في بلد قوي وموحد...». وأضاف أنه اقترح عقد مؤتمر في مكة أو أي مكان آخر» تحضره كل المكونات «لتقريب وجهات النظر». وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي، دعا التحالف الدولي أول من أمس، إلى زيادة وتيرة الغارات الجوية على «داعش»، والإسراع في تدريب القوات العراقية. وجاء في بيان لمكتبه أنه أكد ذلك للجنرال ألن. وينتشر معظم المدربين الأميركيين الذين أرسلوا على دفعات الى العراق في إقليم كردستان، وقاعدتي عين الأسد في الأنبار والتاجي، شمال بغداد، لكن جهودهم ليست واضحة على الأرض، فما زال الذين دربوهم قليلي العدد، على ما قال مصدر عسكري ل «الحياة» أمس، مضيفاً أن «المشكلة الأساسية تكمن في قدرة الجيش أو وحدات الحشد الشعبي على مسك الأرض بعد إخراج داعش منها». وكان المصدر يرد على تأكيد العبادي قبل أيام من مصر، قدرة القوات العسكرية على تحرير تكريت، خلال شهر واحد. وقال إن «ذلك ممكن نظرياً، لكن أن يتم تحرير الأرض من دون قدرة ذاتية على مسكها ومنع عودة المتطرفين إليها مهمة صعبة تواجة القوات العراقية». وكان زعيم كتلة «المواطن» عمار الحكيم، دعا «التحالف الدولي إلى رفع مستوى أدائه وجديته في الحرب ضد داعش». من جهة أخرى، دعا رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، خلال استقباله مدني أمس، إلى عدم الاكتفاء بمحاربة «داعش» عسكرياً، بل ب «الفكر الإسلامي المعتدل، فضلاً عن التربية والثقافة».