حدد مبعوث التحالف الدولي ضد «داعش»، الجنرال الأمريكي جون آلن، عدد الضربات التي وجهها التحالف للتنظيم منذ بدء العمليات الصيف الماضي وحتى الآن ب 1200 ضربة وغارة جوية. وقال الجنرال آلن، في بيانٍ له أمس حصلت «الشرق» على نسخةٍ منه، إن دول التحالف تركت تأثيراً قوياً في سوريا بعد أن ضربت مراكز القيادة والسيطرة التابعة ل «داعش» وخطوط إمداده ومقاتليه وقادته وبنيته التحتية وموارده الاقتصادية والعسكرية وأضعفت قدرته على تهريب وبيع النفط الذي يوفر له مليون دولار يومياً. وتابع «كلما نسَّق طيران التحالف مع القوات العراقية في الميدان تقلَّص زخم التنظيم الذي بات الآن متوجساً من أي هجوم قادم». لكن آلن اعتبر أن العمل العسكري وحده لا يكفي لهزيمة الإرهاب، وأشار إلى مسارات أخرى يجري العمل فيها كوقف تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب والحد من تمويل «داعش» وهزيمته في الفضاء الافتراضي وسوق الأفكار، مؤكداً أن عدة دول من بينها المغرب والكويت وألمانيا ساعدت في توجيه وتنظيم هذه الجهود. وزاد «نجاح الائتلاف ضد داعش سيعتمد في نهاية المطاف على التزامنا وقدرتنا على الإبداع وعلى التنسيق بيننا، كما أننا لا يمكن بالفعل أن نهزمه على المدى الطويل إذا لم نستغل هذه اللحظة الفريدة في التاريخ لاتخاذ الإجراءات المناسبة كمجتمع من الدول لمعالجة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأساسية التي سمحت لأيديولوجيته السامة والمدمرة بالازدهار، إن هذه مهمة طموحة وقد يطول زمن إنجازها». في سياقٍ متصل، أعلنت قوة المهام المشتركة في واشنطن أن الولاياتالمتحدة ودولاً أخرى منضمَّة إلى التحالف ضد «داعش»؛ نفذت سبع ضربات جوية على أهداف للتنظيم في سورياوالعراق في الفترة ما بين صباح أمس الأول السبت وصباح أمس الأحد. وقالت القوة المشتركة، في بيانٍ لها مساء أمس، إن ستاً من هذه الضربات أصابت مواقع ل «داعش» قرب مدينة كوباني السورية، بينما جاءت واحدة قرب مدينة الموصل العراقية. من جهته، طلب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، من أستراليا تقديم مزيدٍ من الدعم لبلاده في مواجهة «داعش». وبحسب بيانٍ رسمي، جاءت تصريحات العبادي خلال استقباله أمس نظيره الأسترالي طوني أبوت، الذي وصل بغداد صباح الأحد في زيارةٍ هي الأولى إلى العراق. وأستراليا منضوية في التحالف الدولي، الذي يشن غارات جوية ضد التنظيم المتطرف في العراق. وذكر البيان، الذي صدر عن المكتب الإعلامي للعبادي أن اللقاء «بحث التركيز على تعزيز الدعم العسكري في مواجهة عصابات داعش الإرهابية». ونقل البيان عن العبادي دعوته الجانب الأسترالي إلى «زيادة التسليح وتسريع التدريب وتوفير ما تحتاج إليه القوات العراقية من أجل حسم المعركة والقضاء على تنظيم داعش». وكانت دول منضوية في التحالف الدولي، من بينها أستراليا، قد نشرت عدداً من أفراد قواتها العسكرية في العراق للمساهمة في تدريب القوات الأمنية العراقية على استعادة المناطق، التي فقدت السيطرة عليها لصالح «داعش». بدوره، «أكد أبوت استعداد بلاده لتقديم كل أشكال الدعم العراق، ويشمل ذلك تسليح القوات وتسريع التدريب»، بحسب البيان العراقي. وإثر اللقاء، أعلن العبادي أنه لا يستبعد أن تقضي بلاده على «داعش» قريباً جداً. وقال في تصريحاتٍ نقلتها قناة «العراقية» الرسمية: «ربما نحن الدولة الوحيدة، التي تحارب داعش على الأرض بقوات أمنية عسكرية عراقية، وحققنا انتصارات باهرة في هذا الإطار، ولن أستغرب أن يتم القضاء على داعش في فرصة جداً قريبة وخلال فترة قياسية». وبعد انهيار عديدٍ من قطع الجيش العراقي في وجه هجومٍ واسعٍ شنَّه «داعش» شمال البلاد في يونيو الماضي، تمكنت القوات العراقية والكردية في الأسابيع الماضية من استعادة بعض الزخم وشن عمليات هجومية لاستعادة بعض المناطق من التنظيم، الذي ما زال يسيطر على مدن رئيسة في شمال البلاد وغربها. وتقاتل إلى جانب القوات العراقية فصائل شيعية موالية لها وبعض العشائر السنية. في المقابل، يقاتل عديد من الأجانب، بينهم أستراليون، في صفوف تنظيم «داعش»، ما يثير مخاوف دولهم من عودتهم إليها وتنفيذ عمليات فيها.