خيب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الأمن الدولي الكسندر فيرشبو آمال جورجيا عندما أعلن أمس، أن بلاده لا تفكر في نشر أنظمة دفاعية صاروخية في بلدان لا تنتمي لحلف شمال الأطلسي. وتزامن التصريح مع زيارة يقوم بها نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن لبولندا سعى خلالها إلى طمأنة حلفاء واشنطن في شرق أوروبا بعدم تأثير التقارب الروسي - الأميركي على أمنهم. وجاء حديث فيرشبو خلال زيارته تبليسي أمس، وقال إن الولاياتالمتحدة «لا تجري محادثات مع بلدان خارج إطار الأطلسي لنشر شبكات دفاع صاروخية»، في إشارة إلى عدم نية واشنطن نقل مشروع «الدرع» الذي تم التخلي عن نشره في شرق أوروبا إلى بلدان داخل الفضاء السوفياتي السابق. وكانت جورجيا وأوكرانيا وأذربيجان من البلدان التي تكررت الإشارة إليها كبديل محتمل لنشر «الدرع» بعد إعلان واشنطن تراجعها عن خططها السابقة. وكان نائب وزير الخارجية الجورجي الكسندر نالباندوف استبق زيارة فيرشبو بالإعلان عن استعداد تبليسي « للنظر في إمكان نشر عناصر من منظومة الدرع الصاروخية الأميركية في جورجيا في حال تلقيها عرضاً من واشنطن بهذا الشأن». اللافت أن فيرشبو كان أثار استياء موسكو الأسبوع الماضي عندما أشار إلى احتمال نشر عناصر من «الدرع» في جورجيا، واعتبر محللون روس أن التراجع عن التصريحات السابقة جاء بعد زيارة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون موسكو أخيراً. وعلى رغم أن حديث فيرشبو خيب آمال القيادة الجورجية فإن المسؤول الأميركي الذي عمل لسنوات سفيراً لبلاده لدى الروس وكان من أشد المتحمسين لسياسة تطويق روسيا، أكد في الوقت ذاته التزام واشنطن بدعم مساعي الجورجيين للانضمام إلى الحلف الأطلسي وهو أمر تعارضه موسكو بشدة. وأوضح في ختام محادثاته في العاصمة الجورجية أن واشنطن «تنوي وضع خطة لدعم مسعى جورجيا إلى الانضمام إلى الحلف، ونريد أن نرى جورجيا شريكاً قوياً ومستقلاً قادراً على الدفاع عن نفسه». ولم يستبعد محللون روس أن تكون هذه العبارات تعكس نية أميركية بمواصلة تسليح الجيش الجورجي بصرف النظر عن الاعتراضات الروسية. وهو ما أشار إليه أمس، الخبير دميتري ترينين، رئيس مكتب مؤسسة «كارنيغي» للسلام في موسكو عندما أكد أن «جورجيا تبقى المحور الوحيد الخارج عن دائرة إعادة تشغيل العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدة» في إشارة إلى توافق بين موسكووواشنطن على أن الملف الجورجي الخلافي لن ينعكس على تطوير علاقات البلدين.