كابول، بروكسيل - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - أمرت لجنة الشكاوى الانتخابية الأفغانية التي تدعمها الأممالمتحدة أمس، بإلغاء أصوات 210 مراكز اقتراع في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 20 آب (أغسطس) الماضي، واعتبر مراقب ان هذه الخطوة خفضت نسبة الأصوات التي حصل عليها الرئيس المنتهية ولايته حميد كارزاي من 54.6 في المئة الى 48 في المئة، تمهيداً لإجراء جولة إعادة تجمعه مع منافسه الرئيسي وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله، يمكن ان تجرى بعد أسبوعين. وأكدت لجنة الشكاوى ان أدلة التزوير في المراكز الموزعة على أنحاء البلاد «واضحة ومقنعة»، وأمرت اللجنة الانتخابية المستقلة بحذف «نسبة معينة» من الأصوات لكل من المرشحَيْن، وهو ما ستحسمه اللجنة غداً على الأرجح. في غضون ذلك، كرر معسكر كارزاي تشكيكه في صحة التحقيق، ما يندرج في سياق التوتر بين الرئيس المنتهية ولايته والحكومات الغربية التي تقاتل قواتها حركة «طالبان» في أفغانستان منذ نهاية العام 2001. وقال النائب محمد معين ماراستيال، العضو البارز في فريق الحملة الانتخابية لكارزاي: «ننتقد المعادلة التي تستخدمها لجنة شكاوى الانتخابات في التعامل مع الأصوات المشكوك فيها». وأشار الى ان جهوداً بذلت لخفض أصوات كارزاي الى أقل من 50 في المئة، وجعل البلاد في أزمة. لكن الناطقة باسم الامين العام للامم المتحدة ميشيل مونتاس قالت في نيويورك ان كارزاي تعهد خلال اتصال هاتفي مع بان كي مون «احترام العملية الدستورية». وعقّدت أزمة الانتخابات المشاورات التي يجريها الرئيس الأميركي باراك أوباما منذ أسابيع في محاولة لحسم قرار إرساله 40 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان، استجابة لطلب قائد القوات الأجنبية هناك الجنرال ستانلي ماكريستال او العكس. وكان كبير موظفي البيت الأبيض رام ايمانويل أعلن أول من أمس، ان الولاياتالمتحدة تحتاج شريكاً «جديراً بالثقة» في كابول، وان استراتيجية اوباما في أفغانستان وقراره في شأن القوات الأميركية يتوقفان على مدى فاعلية الحكومة في مواكبة الجهود التي تهدف الى منع تحول البلاد ملاذاً لتنظيم «القاعدة» أو أي جماعة إرهابية. وتواصلت الجهود الديبلوماسية أمس، لإقناع كل من كارزاي وعبدالله بقبول قرار اللجنة الانتخابية. وصرح ديبلوماسي أجنبي قريب من المحادثات التي يجريها المبعوث الخاص للأمم المتحدة كاي ايدي يومياً مع الجانبين بأن «كارزاي يبدي مقاومة لقبول خوض جولة ثانية محتملة، أما عبد الله فيشعر بالارتياح لأن الأمور تسير في مصلحته حالياً». ولا يستبعد مراقبون التوصل الى اتفاق بينهما على تقاسم السلطة. وطالبت الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي كارزاي بالموافقة على إجراء جولة انتخابية ثانية. وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف: «يجب ان يحترم المشاركون في الانتخابات الأفغانية العملية بكاملها، وبينها عمل لجنة الطعون واللجنة المستقلة».