غلبت على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل أجواء حذر وترقب، في ظل تحركات عسكرية مكثفة. في حين أعلن «حزب الله» في بيان أصدره عند الواحدة والنصف فجر أمس، أن «أجهزة التجسس» التي تم تفجيرها زرعتها إسرائيل بعد حرب تموز (يوليو) 2006، وأن الحزب هو الذي كشفها. وسيرت القوات الإسرائيلية دوريات مؤللة على طول الجانب الممتد من تلال عديسة غرباً حتى العباسية شرقاً، مروراً ببساتين الحمضيات في مسكافعام والمطلة، وعلى الطريق العسكرية التي تربط بينها. كما شوهدت تحركات لآليات إسرائيلية منذ الصباح في موقع العبّاد الإسرائيلي المشرف على حولا، وفي مواقع السمّاقة والرادار ورمتا في مزارع شبعا، حيث أجرى الإسرائيليون فحصاً للسياج حول تلك المواقع. وفي بلدة الغجر، شوهدت دوريات لحرس الحدود الإسرائيلي تقدمت من الشطر الجنوبي الى الشطر الشمالي اللبناني المحتل من الغجر، وراقبت نبع الوزاني وتلة الخرنات. وسيّر الجيش اللبناني وقوات «يونيفيل» دوريات مؤللة لهما انطلاقاً من شبعا وحاصبيا، مروراً بمرجعيون وصولاً الى حولا وميس الجبل. كما دخلت صباحاً دورية مشتركة من الجيش و«يونيفيل» الى خلة العنق، بين حولا وميس الجبل بحثاً عن عبوات وأجهزة تجسس مشابهة. وكانت قيادة الجيش، أفادت في بيان أصدرته مديرية التوجيه مساء أول من أمس، بأن إسرائيل قامت بعمليتي تفجير عن بعد لجهازي رصد وإرسال في وادي حولا داخل الأراضي اللبنانية مساء السبت وصباح الأحد. وقال البيان أن «وحدات من الجيش اللبناني بالتعاون مع قوات الأممالمتحدة العاملة في جنوب لبنان قامت بعد ذلك بتفكيك معدات كانت تستعمل لمصلحة الجهازين المذكورين». وذكر بيان الجيش أن «لجنة مشتركة بين الجيش ويونيفيل تحقق حول ملابسات الحادث». وجاء في بيان الحزب: «في إنجاز نوعي للمقاومة الإسلامية كشفت خلاله وأحبطت عدواناً تجسسياً للعدو الإسرائيلي تمكنت الأجهزة المعنية في المقاومة من اكتشاف جهاز تجسسي وضعه العدو الإسرائيلي على خط سلكي بين بلدتي حولا وميس الجبل والذي كان قد تم تمديده بعد حرب تموز 2006»، مشيراً الى أنه «تبين أن هذا الجهاز مفخخ بعبوة ناسفة وبعدما أدرك العدو انكشاف أمره قام بتفجيره». وأضاف: «على الأثر قامت قوة من الجيش و «يونيفيل» باتخاذ إجراءات مما أدى الى انكشاف عدد جديد من الأجهزة والعبوات فقام العدو بتفجير البعض منها وتم تفكيك البعض الآخر». وتابع البيان: «إن هذا الفشل الجديد للعدو يأتي بعد فشله في حماية جواسيسه على الأرض الذين تم كشف عدد كبير من شبكاتهم في الأشهر القليلة الماضية وإن هذا الاعتداء الذي مارسه العدو يؤكد مرة أخرى استمراره في خرق سيادتنا الوطنية ومحاولة استباحة بلدنا في البر والجو والبحر حيث لا يتوانى هذا العدو عن القيام بأي ممارسات تستهدف بلدنا». وفي المواقف، أكد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال فوزي صلوخ أن «ما قامت به إسرائيل أخيراً بين منطقتي حولا وميس الجبل خرق فاضح وواضح للقرار 1701»، لافتاً الى أن «إسرائيل مستمرة في حربها على لبنان».، معلناً أنه «جرى تضمين هذا العمل العدواني في الكتاب الذي أرسلته وزارة الخارجية الى البعثة اللبنانية في نيويورك لإعلام مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالخروق الإسرائيلية للقرار 1701». وسأل عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية حسن فضل الله: «على أي أساس ادعى الناطق باسم «يونيفيل» أن العبوات والأجهزة مزروعة منذ 2006 وكيف تم اكتشاف هذا الأمر قبل أي تحقيق؟»،.وقال ل «فرانس برس» : «ما أدلى به الناطق باسم «يونيفيل» استباق للتحقيق اللبناني الدولي الذي يتفحص أجهزة التنصت التي وضعها العدو»، وأكد أن ذلك «يشكل انحيازاً غير مقبول وموقفاً سياسياً لا يساعد يونيفيل على القيام بدورها»، ورافضاً هذا «الانحياز». وكان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز قال ل «رويترز» أول من أمس، أن الأجهزة التي فجرت «تشبه نوعاً من أجهزة التجسس»، وقال: «إذا تأكد ذلك فستمثل هذه الأجهزة خرقاً لقرار مجلس الأمن وكذلك استخدام طائرات من دون طيار». وقال القائد العام ل «يونيفيل» الجنرال كلاوديو غراتسيانو ان قواته حققت تقدماً ملحوظاً في تنفيذ نواح عدة أساسية من القرار 1701 ويبقى أمامنا الكثير لنفعله قبل أن نقول إن ولاية يونيفيل أتت بالنجاح».