تبدأ الدورة التاسعة والعشرون لمعرض «جيتكس» للتكنولوجيا في دبي اليوم وسط اهتمام العاملين في القطاع برصد التغيرات والتحديات الجديدة في القطاع، بعد أكثر من سنة على نشوب الأزمة المالية العالمية التي انعكست سلباً على كل القطاعات وامتدت آثارها الى كل دول العالم من دون استثناء. وفي وقت توقعت تقارير حديثة انخفاض نمو الإنفاق العالمي على التكنولوجيا هذه السنة من 5.9 في المئة الى 2.6 في المئة، تكاد منطقة الشرق الأوسط أن تكون استثناء، إذ رجح خبراء أن يواصل قطاع التكنولوجيا فيها النمو بوتيرة أسرع من أسواق عالمية، كالولايات المتحدة وأوروبا واليابان. ورجحت دراسات أن يتجاوز إنفاق منطقة الخليج 10.1 بليون دولار في هذا القطاع بحلول عام 2010، في وقت تُعتبر فيه المنطقة العربية إحدى أسرع أسواق الخليوي نمواً في العالم، بمعدل نمو متوقع يصل الى 15 في المئة نهاية السنة. وأكد خبراء من القطاع أن جهود الشركات المشاركة في «جيتكس 2009» ستركز على تسويق التكنولوجيا كأحد أهم حلول التعافي الاقتصادي ودعم القدرات التنافسية لمؤسسات الأعمال، في وقت فرضت الحلول والتطبيقات التكنولوجية نفسها خلال الأشهر الماضية كبديل عملي لإنجاز الأعمال في الشركات والمؤسسات العامة والخاصة، التي لجأت الى خفض النفقات لمواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية. وعلى عكس معرض «سيتي سكيب» العقاري الذي عقد في دبي الأسبوع الماضي وحضره عدد قليل من شركات التطوير العقاري والزوار، استقطبت الدورة الحالية لمعرض «جيتيكس» 3000 شركة تقنية من 65 دولة، وزادت مساحة العرض بنسبة 10 في المئة إلى 72 ألف متر مربع. واعتبر المدير التنفيذي ل «مركز دبي التجاري العالمي»، هلال سعيد المري، أن نجاح «جيتكس 2009» في استقطاب ثلاثة آلاف شركة من شركات التقنية العالمية، يعكس حالة التعافي التي يعيشها قطاع التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط. وأشار الى أن القطاع حقق نسبة نمو بلغت ثمانية في المئة خلال النصف الأول من العام الحالي، على رغم ضغوط الأزمة المالية العالمية التي تركزت تداعياتها على القطاعين المالي والعقاري. أما المدير العام ل «إنتل» الشرق الأوسط، سمير الشماع، فأكد أن ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت يصل إلى ربع عدد سكان العالم في السنوات المقبلة، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة الطلب على الكومبيوتر المكتبي والمحمولة (نوت بوك). وتابع أن الأزمة المالية العالمية التي بدأت في نهاية العام الماضي، لم تؤثر في شكل مباشر على شركات التكنولوجيا كما حدث عام 2000، لأنها نشأت وتضخمت في القطاعين المالي والعقاري، ولا يزال تأثيرها على شركات التكنولوجيا بسيطاً. وتطرق إلى اعتماد الشركات على الحلول التكنولوجية الحديثة في الإدارة والمحاسبة والموارد البشرية، بهدف خفض النفقات، عبر تقليص المساحات المكتبية وعدد العاملين. وأكدت كبرى الشركات العالمية ك «أوراكل» و«باناسونيك» و«برذر» و«ديل» و«سانيو « و«سيسكو» مشاركتها في المعرض، كما تضم قائمة الشركات العالمية المشاركة في المعرض كل من «روت أم إي كندا» و«فودافون إسار» و«هيتاتشي» و«ياهو « و«مكتوب»، ضمن جناح «مدينة دبي للإنترنت»، في حين تقيم كل من البرازيل وجنوب أفريقيا جناحاً مستقلاً في المعرض، للمرة الأولى، إلى جانب مشاركة أولى لأربع دول، هي البرتغال وبيلاروسيا ولاتفيا والنروج. وأشار خبراء من القطاع الى أن تداعيات الأزمة حفّزت الإنفاق التقني للشركات خلال الأشهر القليلة الماضية، ليزيد اعتمادها على التقنيات الحديثة لعقد المؤتمرات والاجتماعات وتسويق المنتجات وإرسال المستندات واستلامها. ولفتوا الى أن تركيز معظم الشركات والمؤسسات حول العالم على تسويق منتجاتها عبر الانترنت، قلل من انعكاسات الأزمة المالية العالمية على القطاع. وأضافوا انه في وقت أعلن كثير من الشركات المالية والعقارية الكبرى إفلاسها وتلقت دعماً من الحكومات، أن شركات تكنولوجيا المعلومات العالمية حققت نسب نمو في إيراداتها وأرباحها خلال النصف الأول من السنة. وتوقع الخبراء أن يرتفع الطلب على خدمة النطاق العريض للإنترنت وتطبيقاته غير المحدودة، ما يضمن استمرار نمو الطلب على الخدمات التكنولوجية، خصوصاً مع نمو الأجيال الجديدة التي تمتلك أدوات العلم والمعرفة الرقمية. وتنطلق «الدورة التاسعة عشر لمعرض سوق جيتكس للإلكترونيات الاستهلاكية» (جيتكس شوبر) في «مركز دبي التجاري العالمي» بالتزامن مع معرض «جيتكس» وبمشاركة 160 شركة من ثماني دول يعرضون 25 ألف منتج تضم أجهزة الكومبيوتر المحمول والخليوي وأكسسوارات الكومبيوتر والأجهزة الرقمية.