جاءت مشاركة منتخب الإمارات في نهائيات كأس العالم للشباب المقامة حالياً في مصر، لتؤكد أن هناك عملاً في اتحاد الكرة الإماراتي يرقى إلى درجة الإعجاب، والمتابع لمباريات المنتخب الإماراتي الشاب يتأكد له أن هذا المنتخب إذا ما استمر على المنوال نفسه سيكون رقماً صعباً على مستوى القارة الآسيوية، وربما تحصد الكرة الإماراتية الكثير من البطولات في المستقبل القريب نظير التطور الملموس في الكرة الإماراتية التي تسير بخطوات واثقة نحو التطوير التي ستكون نتائجه في غاية الأهمية، فهناك حراك سريع وعمل جبار في المؤسسات الرياضية الإماراتية يرصده المتابع بدقة، ولا أدل على ذلك ان المنتخب الإماراتي للشباب هو ممثل الخليج الوحيد في كأس العالم للشباب، كما ان منتخب الناشئين سيكون متواجداً في نهائيات كأس العالم لهذه الفئة، وهذا لا يضيرنا بل يدعونا إلى الدخول في معمعة التطوير ورسم المستقبل الكروي ولكي لا نتأخر عن عجلة التطور السريعة. والكرة السعودية عندما كانت لها سطوة وحضور قوي في الكثير من المحافل الدولية، كانت المنتخبات السنية السعودية هي الأكثر حضوراً والأميز بين كل منتخبات القارة الآسيوية، فقد كنا نتابع نجوماً تمتع المشاهد في الملعب وتسجل إبداعات تدعو للفخر، مما يجعل المواطن يطمئن على مستقبل الكرة السعودية، أما اليوم فقد أصبح الأمر غير ذلك، لا حضور للمنتخبات السنية ولا نتائج جيدة للمنتخب الأول وغابت عنا الإنجازات منذ مدة طويلة، بل ان الأمر بدأ يؤثر في نتائج الفرق السعودية في المشاركات الآسيوية وغيرها، ولولا ان الاتحاد قابل الشباب في تصفيات دوري المحترفين الآسيوي وضمنا مقعداً مع المتأهلين فلربما كنا سنفقد هذا المقعد، إذ خرج الهلال وتبعه الاتفاق، ولولا مقابلة الأهلي والنصر على نهائي كأس الخليج لما ضمنا أيضاً هذه البطولة في سجلات الإنجازات السعودية. ان وضع الكرة السعودية ليس بذلك الوضع المطمئن على الإطلاق بسبب تردي الاهتمام بالقاعدة، فقد يكون مثل هذا الكلام مكرراً إلا انه الواقع الذي يجب ان نعيد فيه الكثير من الحسابات، فلم يعد لدينا منافسات قوية على مستوى المدارس والجامعات والتي يجب ان تعاد طوال العام الدراسي، فلم تعد الحواري كما كانت مكاناً لاكتشاف المواهب، فالحواري التي كانت منجماً للذهب صارت فرصة لما بقي منها لتغذية دوريات مجاورة وبعيداً عن الملاعب السعودية. وقد رأينا في كأس العالم للشباب أن منتخب كوريا مثلاً فيه عدد من لاعبيه ينتمون إلى الجامعات أو المدارس الثانوية، ليس لهم اندية في هذا الوقت. ان مسألة الاهتمام بالنشء تكاد تكون مفقودة، شاهدوا منافسات الناشئين او حتى الشباب، انها تفتقر للمواهب، في آخر مباراة للنصر مع الهلال في فئة الشباب تحسرنا على الواقع الذي نعيشه، فمن أصل 28 لاعباً شاركوا في المباراة وارتدوا شعار قطبي الكرة السعودية كان المنظر محزناً للغاية، هم مجرد شباب علاقتهم بكرة القدم قد تكون للتسلية، ويمكن استثناء ثلاثة إلى أربعة لاعبين من كلا الفريقين. ايضاً لقد أصبح المدرب الوطني شبه عاطل لا يمكن الثقة به ولا الاعتماد عليه والسبب الأندية، لماذا لا نجبر الأندية ان يكون المساعد وطنياً كما كنا نفعل في السابق، أيضاً لم نعد نسمع بالدورات التدريبية الخارجية او الداخلية للمدربين الوطنيين، بل ان مدرباً وطنياً تحدث في القناة الرياضية السعودية قبل فترة يشتكي من تردي الحال إذ قال انه شارك في دورة تدريبية خارجية وبعد نهاية الدورة لم يتسلم شهادة المشاركة إلا بعد سبع سنوات من انتهاء الدورة وبمساعدة شخصية من احد زملائه المدربين الذي احضرها إليه في منزله، نحن الآن نطارد السراب والخيال من دون أي نتائج ملموسة، نطارد الألقاب التي توزعها المواقع الالكترونية ونتفاخر بها ونخوض تجاهها ملاسنات إعلامية بيننا، هذا هو واقع الحال. [email protected]