أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن بلاده تدعم الشرعية الليبية الممثلة بالحكومة الحالية المعترف بها دولياً، بينما كشف نظيره الليبي محمد الدايري عن توسع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في بلاده، طالباً دعم الدول العربية لمنع الجماعات "الإرهابية" من السيطرة على منابع النفط في ليبيا. وقال شكري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الليبي في مقر وزارة الخارجية في القاهرة، "تناولت المحادثات مع الدايري التطورات على الساحة الليبية والأعمال العسكرية الاستفزازية القائمة من قبل أطراف تنتمي إلى توجهات إرهابية، والعمل الذي تطلع إليه الحكومة الليبية للتصدي لهذه الهجمات، التي لها تأثيرها البالغ على مستقبل الشعب الليبي ووحدة أراضيه". وأكد شكري أنه بحث مع نظيره الليبي العلاقات الثنائية وزيارة رئيس وزراء ليبيا والجهود المشتركة لدعم الشرعية الممثلة في مجلس النواب الليبي، والعمل على تعزيز ورفع قدرات الحكومة الحالية، لأداء مسؤوليتها في توفير الخدمات للشعب الليبي. وأضاف شكري إن المباحثات تركزت أيضاً على الجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي برناردينو ليون، لخلق إطار من الحوار الوطني بهدف التوصل إلى حلول سياسية للوضع فى ليبيا، بما يحقق مصلحة الشعب الليبي في اطار سياسي جامع وعبر التخلي عن الخيار العسكري من قبل الجماعات المتطرفة ونبذ العنف وتكريس التوجه نحو الشرعية. وعبّر وزير الخارجية الليبي من جانبه عن "حزن بلاده لمقتل 3 مصريين أخيراً على يد قوات الإرهاب"، لافتاً إلى أن ليبيا تعاني من الأعمال "الإرهابية" التي تشهدها مدينة سرت بالتحديد حيث تم اغتيال 14 عكسرياً على يد هذه القوات بالإضافة إلى نشر قوات "الدولة الإسلامية" (داعش) منذ أيام لصور تنكيل لجثث مواطنين ليبيين في بنغازي التي تتعرض منذ سنتين لهجمات شرسة من قبل الجماعات "الإرهابية" وعلى رأسها "أنصار الشريعة"، التي أدرجها مجلس الأمن الدولي على لائحته السوداء الخاصة بالإرهاب. وشهد شرق ليبيا أعمال قتل مماثلة لأقباط مصريين، إضافة إلى مسيحيين أجانب في الفترة الماضية. وفي 24 شباط (فبراير) الماضي عثرت السلطات الأمنية الليبية على جثث سبعة مصريين أقباط ملقاة في ضواحي مدينة بنغازي شرق البلاد وعليها آثار رصاص. وتسيطر على مدينة سرت ميليشيات "إسلامية" على رأسها جماعة "أنصار الشريعة". وأضاف الدايري أن هناك الآن وجوداً متزايداً ل"داعش" ليس فقط فى درنة، ولكن أيضاً في بنغازي، معبراً عن قلقه من "تنامي وجود تنظيم داعش بالإضافة إلى جماعة أنصار الشريعة التي انضمت إلى بعض قوات فجر ليبيا وقامت بالهجوم الشرس على الهلال النفطي" أمس السبت، وأشعل 5 خزانات نفطية في مرفأ السدرة النفطي أكبر مرافئ النفط الليبية. وتضم منطقة الهلال النفطي مجموعة من المدن بين بنغازي وسرت (500 كلم) شرق العاصمة وتتوسط المسافة بين بنغازيوطرابلس، وفيها المخزون الأكبر من النفط إضافة إلى مرافئ السدرة ورأس لانوف والبريقة. وردت الجكومة اليوم، وفق مسؤول محلي وشهود في مدينة مصراتة غرب ليبيا، بغارات جوية استهدفت للمرة الأولى في الصراع الليبي، "مواقع عدة في المدينة" التي يتحدر منها معظم مقاتلي مليشيات "فجر ليبيا". وأوضح الدايري أن هناك تخوفات وقلقاً لدينا وهناك من رغبة الجماعات "الإرهابية" المتطرفة، الوصول إلى منابع النفط، طالباً "دعم أشقائنا العرب من أجل الحيلولة دون تحقيق ذلك". وتتنازع على الشرعية في ليبيا التي يعصف بها القتال والفلتان الأمني، حكومتان وبرلمانان منذ سيطرة "فجر ليبيا" على العاصمة طرابلس في آب (أغسطس) الماضي.