قُتِلَ 18 جندياً على الأقل في سرت الليبية أمس بعد هجومٍ لمليشيات «فجر ليبيا» على كتيبة تابعة للجيش في المدينة. وتتمركز الميليشيات المتشددة في سرت لمهاجمة ما يُعرَف بمنطقة «الهلال النفطي» شرق البلاد. كما اندلع حريقٌ في خزانٍ نفطي في المنطقة بعد أن طالته قذيفة، بحسب مسؤولين. وقال مصدر عسكري إن «18 جندياً قُتِلوا خلال هجمات لمليشيات فجر ليبيا في سرت وما يُعرَف بمنطقة الهلال النفطي شرق البلاد، فيما أصيب خزان نفطي في مرفأ السدرة النفطي بقذيفة صاروخية تسببت في اشتعال النيران به». وأوضح المصدر أن مسلحين تابعين لمليشيات «فجر ليبيا» التي تضم مقاتلين من «أنصار الشريعة» شنوا هجوماً مباغتاً على حراس محطة الكهرباء البخارية غربي سرت والتابعين لكتيبة (الجالط) 136 مشاة التابعة للجيش وقتلوا 14 جندياً. وأضاف ذات المصدر أن «4 جنود آخرين من هذه الكتيبة قُتِلوا بعد اشتباكات دارت مع مليشيات فجر ليبيا على خلفية هذا الهجوم المباغت»، في الوقت الذي أكد فيه مصدر طبي في مستشفى ابن سيناء في سرت وصول الجثث إلى المستشفى. والكتيبة 136 مشاة (الجالط) هي إحدى الكتائب التابعة للجيش، لكنها مبنية في الأصل على أساس قبلي كون معظم منتسبيها من قبيلة «الفرجان» وهم أبناء عمومة للواء خليفة حفتر الذي يقود منذ مايو الماضي عملية «الكرامة» العسكرية ل «تطهير بلاده من الإرهاب» حسبما قال. في سياقٍ متصل، أفاد شهود عيان بأن الاشتباكات تواصلت أمس في محيط محطة الخليج البخارية لتوليد الكهرباء في منطقة القبيبة (30 كلم غرب سرت) وغربها بين كتيبة الجالط ومسلحون من قبيلة الفرجان من جهة، ومليشيات «فجر ليبيا» و»أنصار الشريعة» من جهة أخرى. وأطلقت ميليشيات «فجر ليبيا» على عملية زحفها مطلع الأسبوع الماضي في اتجاه «الهلال النفطي» اسم «عملية الشروق لتحرير الحقول النفطية» قائلةً إنها جاءت بتكليف من المؤتمر الوطني العام (البرلمان المنتهية ولايته)، لكن قائدها طارق شنينة المصراتي قُتِلَ إثر غارة جوية عقب الهجوم. وتضم منطقة «الهلال النفطي» مجموعة من المدن بين بنغازي وسرت 500 كلم شرق العاصمة، وهي تتوسط المسافة بين بنغازي وطرابلس وتحوي المخزون الأكبر من النفط إضافة إلى مرافئ السدرة ورأس لانوف والبريقة الأكبر في ليبيا. في الإطار ذاته، صدَّت وحدات الجيش المرابطة في المنطقة هجوماً عنيفاً ل «فجر ليبيا» شنته من عدة محاور من بينها البحر والصحراء. وقال المتحدث باسم غرفة عمليات الجيش في «الهلال النفطي»، علي الحاسي، إن «قوات الجيش صدت هجوماً على المنطقة حاولت من خلاله مليشيات فجر ليبيا السيطرة على مرفأ السدرة النفطي.