أثارت تصريحات أميركية حول إحتمال نشر صواريخ في أوكرانيا، رد فعل قوياً في روسيا قبل يومين من وصول وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى موسكو لإجراء محادثات مع الروس حول مستقبل مشروع «الدرع». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن التصريحات الصادرة عن الأميركيين «تثير أسئلة أكثر مما تقدم أجوبة». ولم يكد يمر يوم واحد على لهجة التفاؤل التي ميزت حديث لافروف حول أن «الخطة الأميركية الجديدة لا تشكل تهديداً على الأمن الروسي»، حتى عاد الوزير الروسي للتشكيك بنيات الأميركيين في أعقاب تصريحات نسبت إلى نائب وزير الدفاع الأميركي الكسندر فيرشبو لمح فيها إلى إحتمال نشر صواريخ من طراز «باتريوت» في الأراضي الأوكرانية. وأصاب ذلك الروس ب«الدهشة» كما قال لافروف أمس، خلال مشاركته في أعمال قمة بلدان الرابطة المستقلة المنعقدة في العاصمة المولدافية. وزاد إن «كل التصريحات الصادرة عن فيرشبو تطرح أسئلة أكثر مما تقدم أجوبة على المسائل المطروحة» في إنتقاد مباشر للمسؤول الأميركي الذي عمل لسنوات طويلة سفيراً لبلاده لدى روسيا وأثار استياء الروس أكثر من مرة بسبب «تدخله في شؤون داخلية» . وأوضح لافروف أن موسكو «تأمل في الحصول على توضيحات كافية حول الخطط الأميركية خلال المحادثات المقررة مع كلينتون»، في إشارة إلى الزيارة المقررة لوزيرة الخارجية الأميركية إلى موسكو الإثنين المقبل، لافتاً إلى أن ملف «الدرع» وقضايا الأمن الإستراتيجي ستكون على رأس لائحة الإهتمام خلال المحادثات، إضافة إلى مسألة تجديد معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية التي ينتهي مفعولها في نهاية العام الجاري. ولمّح لافروف إلى قناعته بأن الطرفين الروسي والأميركي قريبان جداً من التوصل إلى إتفاق نهائي حول المعاهدة و «سيتم توقيعها قبل حلول الموعد المحدد». أيضا، قال لافروف إن ملف إيران النووي سيكون بين المحاور الأساسية للبحث خلال زيارة نظيرته الأميركية. إلى ذلك، قال الرئيس الروسي في مقابلة تلفزيونية إن روسيا «لا تجد لها مصلحة في تزايد عدد أعضاء «النادي النووي» لأن من شأن ذلك أن يفسح المجال لفقدان الرقابة على انتشار الأسلحة النووية». ورأى مراقبون في كلامه اشارة الى ايران. وفي تلميح هو الأول من نوعه زاد مدفيديف أن «هناك دولاً طورت أسلحة نووية وما زالت تنكر حيازتها لهذه الأسلحة» في إشارة مباشرة إلى إسرائيل. وحول العلاقات الروسية – الأميركية قال مدفيديف أن لدى الطرفين «فرصاً جيدة» للتوصل إلى اتفاق لتوقيع «ستارت 2» في الموعد المحدد قبل نهاية هذا العام. في غضون ذلك، أثارت تصريحات فيرشبو ردود فعل داخل أوكرانيا أيضا، وقال وزير الخارجية الأوكراني الجديد بيوتر بوروشينكو، في أول تصريح رسمي له، بعدما صادق البرلمان على تعيينه بهذا المنصب أمس، إن نشر درع صاروخية أميركية في أوكرانيا «غير قانوني». واعتبر أنه» يجب أن تكون العلاقات بين أوكرانيا وروسيا متوازنة ومتبادلة النفع وتعتمد على الاحترام المتبادل للسيادة»، مشيراً إلى قناعته بأن روسيا « أكبر وأهم شريك استراتيجي لبلدنا».