لم يكن المواطن من بلدة قريبة من حائل (شمال السعودية) يعتقد بأنه بعد 45 عاماً من مولده سيتلقى مفاجأة لم تكن في حسبانه: أن والده الحقيقي هو غير زوج أمه الذي رباه ورعاه، وأن والده الحقيقي الذي لم يكن يعرفه أنجبه بعدما قضى ليلة واحدة فقط مع أمه ثم فارقها! ليس ذلك فحسب، إذ اكتشف المواطن الذي تحتفظ «الحياة» باسمه أن والده الحقيقي حي يرزق في الكويت! وبحسب مقربين إلى العائلة التي تقطن بلدة «أم القلبان» (25 كيلومتراً شمال حائل)، فإن رجلاً طاعناً في السن أكد أنه تزوج والدة المواطن ليلة واحدة قبل عقود، وعلم لاحقاً أن مطلَّقته عادت إلى زوجها الأول، لكنها حملت جنيناً من زواج تلك الليلة اليتيمة. وقرر الأب بعد كل هذه المدة الاعتراف بابنه الذي دخل العقد الخامس من عمره. وأشاروا إلى أن البداية كانت حين ذهبت المرأة التي تقطن بلدة أم القلبان إلى أهلها في الكويت قبل 45 عاماً، وجاء شخص ليبلغها بأن زوجها طلقها بسبب ذهابها إلى الكويت، فتقدم لها شاب أعزب، ووافق والدها وشهد أشقاؤها. وتم عقد قرانهما بوجود المأذون. وتم الزفاف في اليوم ذاته. غير أن الشخص الذي أبلغ عن الطلاق عاد في اليوم التالي وأكد أن ما قاله كان «مجرد مزحة»! فاضطر زوجها الجديد إلى تطليقها في الحال. واستفتى أحد المتدينين عن هذا الَّلبْس، فقال له: «يجب عليها أن تنتظر ثلاثة أشهر حتى يتم التأكد من كونها حاملاً أم لا». وأضافوا أن المرأة رجعت إلى زوجها الأول من دون قضاء عدَّة الطلاق. وبعد عام وبضعة أشهر رأى «زوج الليلة الوحيدة» تلك المرأة مع أخيها عند أحد أقاربهم في حائل، وكانت تحمل رضيعاً في شهره الرابع، فقالت له: «هذا ولدك». لكنه لم يعر الأمر اهتماماً. بيد أنه قرر- بعد مرور 45 عاماً - أن يكشف السر لابنه، ولا سيما بعد وفاة أم الابن وعمه الذي كان يعتقد بأنه أبوه، مبرراً خطوته بأنه يخشى أن يدهمه الموت وتختلط الأنساب. وطبقاً لأقارب المواطن السعودي، فقد تم التأكد من صحة النسب الجديد من التحاليل المختبرية، وتوثيقها بتقرير طبي من أحد المستشفيات الكبرى في عمّان. وتم استخراج صك من المحكمة يثبت ذلك النسب.