كشف موقع "ويكيليكس" أول من أمس (الأحد) عن وثائق سريّة سُرّبت اليه، مفادها أن "وكالة الاستخبارات المركزية" الأميركية (سي آي أي)، أصدرت دليلاً ارشادياً لعملائها السريّين، تُبيّن فيه كيفية تفاديهم الخضوع لتفتيش أمني في مطارات العالم، وخصوصاً مطار "بن غوريون" الإسرائيلي في مدينة تل ابيب. وتنبع أهمية مطار "بن غوريون" من دقة واستثنائية اجراءاته التفتيشية، واعتماده نظام "كشف الهوية والتعرف إلى العلامات الجسدية المشبوهة"، والمطبقة منذ عام 2004 من قِبل شركة الأمن الاسرائيلية "آي سي تي أس". اضافة الى احتواء غرف التحقيق الأمني فيه على "معدات خاصة لفحص بقايا مواد متفجرة، وأدوات لتفكيك أغراض شخصية مثيرة للشك، وفواصل لاجراء تفتيش جسدي تفصيلي". وينصح الدليل عملائه ب "التصرف بصورة طبيعية قدر الامكان مع رجال الأمن"، لأن نظام "العلامات المشبوهة" يشكك في أي حركة عصبيّة مفاجئة مثل "ارتعاش اليدين، التنفّس السريع من دون سبب، التعرّق البارد واحمرار الوجه أو تجنّب النظرات المباشرة". وحذّرت ارشادات "سي آي أي" من تعرض عملائها الى "التفتيش الأمني الثاني"، وهو تفتيش دقيق جداً يتميّز به "بن غوريون"، ويخضع له المسافرون المُشتبه بهم بعد التفتيش الأول الأقل دقة نسبياً، وذلك لأسباب أمنية قد تعود الى "خلل ما" أثناء دخولهم، أو لزيارتهم دولاً اسلامية في السابق، خصوصاً أن التفتيش يستعرض تواريخ سفراتهم كافة، لتحديد ما إذا كانوا مصدر خطر أو متطرفين اسلاميين أو متورطين في هجرة غير شرعية، وفقاً لما ذكر موقع "عرب 48" الفلسطيني. وتشير الوثائق الى "إشارات أخرى مشتبه بها، وهي عدم الإلمام بتفاصيل جواز السفر والطوابع أو تأشيرات الدخول من دول تدعم الإرهاب، وعدم القدرة على التحدّث بلغة الدولة المُصدرة للجواز، أو استخدام تذكرة طيران غير عادية أو طريقة دفع استثنائية، وحتى ابتياع أو إجراء تغيير في التذكرة خلال الساعات ال 24 السابقة على موعد الرحلة". وتنصح الارشادات أيضاً ب "الانتباه الى ما اذا كانت الحقيبة ملائمة لمظهر المسافر أو وظيفته أو الدرجة التي يجلس فيها في الطائرة، أو إذا كانت كمية الأمتعة غير متناسبة مع تفاصيل الرحلة". واحتوت كراسة الارشادات على وثيقتين، تعود أحداهما الى أيلول (سبتمبر) 2011، والثانية حديثة الاصدار، لكن تمّ الكشف عن كليهما قبل يومين فقط.