العقيق واد عريق قديم ذكر في كثير من الكتب والمعاجم منها معجم البلدان لياقوت الحموي وكتاب صفة الجزيرة العربية للهمداني، وكتاب الاشتقاق لابن دريد وغيرها الكثير تحت مسمى العقيق اليماني، وهو الذي عناه الشاعر الفرزدق بقوله ،قفي ودعينا ياهنيد فإنني، أرى الركب قد ساموا العقيق اليمانيا،وعناه أحد الأعراب بقوله،أيا سروتى وادي العقيق سقيتما،حبا غضة الأنفاس طيبة الوردي. والعقيق بفتح أوله وكسر القاف يطلق على كل مسيل ماء شقة السيل في الأرض فأنهره ووسعه(عقيق) كما كان يسمى قديماً بعقيق غامد، وله من اسمه نصيب فهو مشهور منذ القدم بوجود المعادن كالذهب، ويقع العقيق في الجهة الشمالية الشرقية من مركز مدينة الباحة، وتحدها مراكز تابعة لإمارة منطقة مكةالمكرمة من الشمال، وتجاور شرقاً مراكز تابعة لإمارة عسير، فيما تحدها مراكز تابعة لإمارة الباحة من الغرب والجنوب. وذكر الفرنسي «موريس تايزيه» في كتابه «رحلة في بلاد العرب» إبان زيارته للمنطقة 1249ه - 1832م أن العقيق يتكون من سهل زراعي، فيه الكثير من مزارع النخيل ويحاط بسلسلة من الجبال تمتد من الشمال والشمال الشرقي إلى الجنوب والجنوب الغربي، وبأعلى أحد الجبال بنيت بعض بيوتها من الحجارة وبعضها من الطين. وتشتهر العقيق بوجود الآثار القديمة من حصون وقلاع، وقرى ومناجم وكتابات ورسومات ونقوش ومن أشهر الآثار جبل منجل، والغرود، والعنق، وقرى روضة بني سيد، ومشقف، ودغش، والمعملة، وطريق الفيل الذي مر به أبرهة الأشرم وهو في طريقه إلى مكةالمكرمة لهدم الكعبة. ويقدر عدد سكان محافظة العقيق بحوالي «29 ألف»نسمة حسب إحصائية 1425ه وهم من أبناء الحاضرة والبادية، ويمثلون عدداً من التجمعات السكنية تعود أصولها إلى قبائل رفاعة وشيخها الكاريزمي محمد بن جمل المكي، والحلة، والهجاهجة، وبادية بني كبير، الزُهران، وآل طالب، والزوائع، وآل مسلم، والقنازعة، والبشابشة، والدعاجين، إضافة إلى عوائل من قبيلة بني عبدالله وأبناء الحاضرة، وأهم أحياء العقيق شايقه، وخدعه، الصناق، والغوث، والدنان، والفيحاء، ومشقف، والبطانة،ووقادا، وقري الذيب، وجفن، ويتبع محافظة العقيق مراكز منها جرب وكرا الحائط ووراخ والخيالة، والبعيثة. وأشهر الأودية وادي العقيق، واللحيان، وجرب، كرا، ووراخ، وثراد، وعمق، والخيّة، وأباد، وماعل.