اعتبر المجلس الأعلى للأزهر أمس انه «ليس من المعقول أن تستعمل المرأة النقاب إذا وجدت في مكان كله من السيدات، لأن الإصرار على استعماله في وجود النساء مع النساء هو لون من التشدد الذي تأباه شريعة الإسلام». واندلع الجدل حول النقاب، في مصر، عندما طلب شيخ الأزهر، خلال تفقده بدء العام الدراسي الجديد يوم السبت، من طالبة في معهد أزهري في القاهرة رفع النقاب في صفها حيث لا وجود سوى لتلميذات ومعلمتهن. ونُقل عن شيخ الأزهر قوله للفتاة (13 عاما) بعدما اعترضت على نزع نقابها إن النقاب «عادة» وليس فرضاً دينياً. وسعى شيخ الأزهر إلى توضيح موقفه بعد تصاعد الهجوم عليه بسبب هذا الموقف، فأطل عبر التلفزيون المصري الرسمي وأكد أنه يحترم النقاب ولم يسئ إلى إمرأة منقبة. لكنه أوضح أن «النقاب عادة وليس عبادة ... ولا اعتراض لي عليه». ونفى ما نُشر عن أنه نهر الطالبة. ودعا طنطاوي المجلس الأعلى للأزهر إلى اجتماع طارئ أمس انتهى إلى إصدار بيان تلاه طنطاوي وفيه أن «الدراسة في الأزهر الشريف وفي جامعته تقوم على اتباع أحكام شريعة الإسلام التي منهجها اليسر والتوسط والاعتدال ... والمجلس الأعلى للازهر ليس ضد استعمال المرأة للنقاب في حياتها الشخصية التي تتعلق بسلوكها في الشارع وفي عملها، وفي بيعها وفي شرائها، ولكن المجلس الأعلى للأزهر ضد استعمال هذا الحق في غير موضعه، ما يترتب عليه غرس ذلك في عقول الصغار من الفتيات، واتباع رأي الأقلية المخالف لرأي جمهور الفقهاء الذي يقول بإن وجه المرأة ليس بعورة». وذكر المجلس في بيانه أن «من الأمور التي يفهمها كل عاقل، أن المرأة تستعمل النقاب خشية أن يراها الرجال، وليس من المعقول أن تستعمل المرأة النقاب إذا وجدت في مكان كله من السيدات، لأن الإصرار على استعماله في وجود النساء مع النساء هو لون من التشدد الذي تأباه شريعة الإسلام». وقرر المجلس منع الطالبات في كافة مراحل الدراسة في الأزهر وفي جامعته من ارتداء النقاب في قاعات الامتحانات الخاصة بالفتيات، والتي لا وجود للرجال معهن في هذه القاعات، وتكون المراقبة عليهن أثناء الامتحان مقصورة على النساء فقط. وقال البيان: «للطالبات الراغبات في النقاب استعماله في بيوتهن وفي الشارع وفي ساحة المعهد الذي يدرسن فيه، والممنوع فقط هو استعماله داخل الفصل الدراسي الخاص بالبنت والذي يقوم بالتدريب فيه المدرسات من النساء فقط». وقال رئيس المكتب السياسي لجماعة «الإخوان المسلمين» عصام العريان ل «الحياة»: «النقاب سلوك اجتماعي قد تتفق أو لا تتفق معه ... لكن ما يحدث يبدو كأنه حرب على النقاب». وأكد بدوره أنه يرى أن «النقاب ليس واجباً ولا فريضة».