دعت وزيرة الإعلام اليمنية نادية السقاف، مساء الثلثاء، هيئة تحرير صحيفة "الثورة"، إحدى أكبر الصحف الرسمية في البلاد، إلى وقف إصدارها ليوم الأربعاء، احتجاجاً على اقتحام مبنى الصحيفة من قبل مجموعة أشخاص مسلحين حاولوا فرض أخبار تخالف سياستها التحريرية. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" بيان اللجنة النقابية في مؤسسة "الثورة"، والذي جاء فيه: "تدين اللجنة عملية الاقتحام التي قامت بها مجموعة يقولون إنها من أنصار الله بحجة مكافحة الفساد"، مشيرة إلى أن "مجموعة من الحوثيين يتزعمهم، فيصل مدهش، حاولوا عقد اجتماع مع هيئة التحرير والمحررين، إلا أن الصحافيين رفضوا ذلك، مبررين عدم تجاوبهم هذا أنهم يتبعون مؤسسات تخضع للدولة ولن يتعاملوا مع أي جهة خارج إطار الدولة" . وفي روايتها لما حصل، أوضحت اللجنة، أن أسامة ساري ومدهش وهما من الحوثيين، دخلا إلى مكتب مدير التحرير موجهين أوامر له بإصدار الصحيفة، وفق ما يريدون هم بعيداً عن السياسة العامة للدولة. ودعت اللجنة "جميع المسؤولين في الدولة وفي مقدمهم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، إلى سرعة التدخل لإنقاذ المؤسسة وتخليصها مما تتعرض له من قبل المقتحمين". وعلى الأثر، اعتبرت وزارة الإعلام اليمنية هذا العمل "تصرفاً مرفوضاً وتعدياً سافراً ليس على مؤسسة صحافية رسمية فحسب بل وانتهاكاً صارخاً لحرية الصحافة وحرية التعبير وخرقاً فاضحاً لاتفاق السلم والشراكة الوطنية". ولفت البيان إلى أن وزيرة الإعلام كانت قد اتفقت في وقت سابق مع ممثلين ل" أنصار الله" بتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد في المؤسسات الإعلامية الرسمية بطرق نظامية وبالتنسيق مع المعنيين في المؤسسات الإعلامية المختلفة وأن أي إجراءات لتصحيح الوضع ومكافحة الفساد ستقوم بها الوزارة بصفتها الجهة الشرعية المسؤولة أمام مجلس الوزراء وأمام الشعب". وكانت جماعة الحوثيين أحكمت سيطرتها على محيط وزارة الدفاع اليمنية، بعد يوم من طرد وزير الدفاع مسلحي الجماعة من داخل الوزارة، ووصل مئات من مسلحيها إلى محافظة تعز (جنوب غرب) بذريعة المشاركة في تشييع أحد أنصار الجماعة العسكريين.