كثفت جماعة الحوثي من مطاردتها لمراسلي وسائل الإعلام في اليمن، بخاصة منذ استيلائها على العاصمة صنعاء قبل نحو ثلاثة أسابيع، حيث واصلت استهداف وسائل الإعلام ومراسليها المحليين والدوليين على حد سواء، ووجد الكثير من الصحفيين أنفسهم في حالة خوف من استهدافهم على خلفية ما يقومون بنشره من أخبار تخص الأوضاع في البلاد. ويؤكد صحافيون يعملون في صنعاء تعرض الكثير منهم لمضايقات من قبل بعض الأطراف المحسوبة على جماعة الحوثيين، بخاصة تلك التي تتناول الانتهاكات التي يقوم بها مسلحو الجماعة في العاصمة صنعاء ومحيطها. وأشار هؤلاء إلى أن الكثير منهم اضطروا إلى التعايش مع الأمر الواقع، حيث لجئوا إلى الخروج من منازلهم والإقامة في منازل أخرى بعيدة عن العاصمة، وذلك بعد أن عمد الحوثيون إلى فرض رقابة على منازلهم واقتحام البعض الآخر، وأصبح الكثير منهم تحت رقابة أعينهم. واقتحم مسلحو جماعة الحوثي قناة "سهيل" الفضائية، بالإضافة إلى منزل الدكتور عبدالغني الشميري، المدير السابق للتلفزيون بالعاصمة صنعاء، كما تم اقتحام منزل سيف الحاضري، رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم"، إلى جانب اعتداءات مماثلة بحق صحفيين آخرين ينتمون إلى جهات سياسية مختلفة ومراسلي وسائل إعلام عربية ودولية. ودفعت هذه التصرفات نقابة الصحافيين إلى انتقاد هذه السياسة من قبل جماعة الحوثي وما تقوم به من اعتداءات وانتهاكات ومطاردات للصحفيين واقتحام لمنازلهم. وأكد سكرتير لجنة الحريات بنقابة الصحفيين أشرف الريفي أن ما يقوم به الحوثيون إستراتيجية ممنهجة وعدائية تجاه الإعلام مؤسسات وأفراداً، مشيراً إلى أن "الوقائع أثبتت أن جماعة الحوثي تسعى لإسكات وسائل الإعلام والإبقاء على الصوت الواحد"، وهو ما اعتبره انتكاسة وردة نحو الماضي. ودعا الريفي المنظمات المعنية بالحريات الصحفية في الخارج إلى التحرك واتخاذ موقف واضح لإيقاف ما وصفه ب"المد العدائي للحوثيين تجاه الحريات الصحفية في اليمن". وكان مدير مؤسسة حرية للحقوق والحريات والتطوير الإعلامي خالد الحمادي قد أكد أن مؤسسته رصدت الكثير من الانتهاكات الخطيرة التي مارسها الحوثيون بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء منها قصف مبنى التلفزيون الحكومي واقتحام وإيقاف بث قناة "سهيل" الخاصة وقصف منازل عدد من الصحفيين. واعتبر أن هذه الانتهاكات تعطي مؤشراً قوياً على الوضع القائم، وتنبئ بمستقبل قاتم للحريات إذا استمر الحوثيون على هذه الحال، موضحاً أن الكثير من الإعلاميين اضطروا إلى تغيير خطابهم الإعلامي خوفا من الاستهداف.