أضحى فن الإضحاك الفردي (one man show) في المغرب يقدم بصيغة المؤنث (one woman show)، وبدأ يستقطب جمهوراً ويترك صدى في أوساط المغربيين الذين تعودوا على كوميديين رجال تألق الكثير منهم في الداخل والخارج. وتكرس عروض «وان وومن شو» العام الجاري الحضور المغربي في هذا العالم الرجالي بامتياز، عبر مهرجان دولي خاص بالنساء الكوميديات محترفات العرض المسرحي الفردي للسنة الثالثة على التوالي. لقي المشروع منذ إطلاقه عام 2007 في مدينة أغادير السياحية المطلة على المحيط الأطلسي (جنوباً) نجاحاً جماهيرياً ضمنته الاستجابة الواسعة في أوساط نساء الفكاهة والكوميديا عبر العالم، فجاءت المشاركات من بلدان مختلفة مثل المكسيك، وألمانيا، وفرنسا، ورومانيا، وإسبانيا، ومصر. وفي دورة 2008، جئن من أصقاع أخرى مثل كندا، والدنمارك، والسويد، وإيطاليا، وساحل العاج، فضلاً عن مشاركات من المغرب في كلتا الدورتين. والتقت مجدداً في الدورة التي اختتمت أمس، ثقافات مناطق عدة لتنقل نظرتها الى العالم المحيط بها بمنظار نقد نسائي، لتشجيع الإبداع الفني للمرأة في المغرب. وشاركت من بلجيكا فاني ميرميت التي قدمت عرضاً بعنوان: «حتى حوريات البحر تتعب أقدامهن»، ويحكي قصة امرأة تؤكد أن من الممكن الإيمان بالمستحيل. كما شاركت كل من سيلين يانوتشي من كندا صاحبة العرض الكوميدي الشهير «لا تبك بينيلوبي»، وكاتيا دوريس من إيطاليا الحائزة جائزة دولية للضحك في 2008، ونادية روز من فرنسا التي قدّمت آخر عروضها «one girl show». أما من مصر فقدّمت منى هالة محمد أحمد عرض «التخلص من البكاء»، ومن المغرب لفتت سلمى بنسودة النظر من خلال عرضها «شاد الأرض» (ويعني شخص من دون طموح، أو من دون توقعات عظيمة وأوهام). وكرّمت هذه الدورة المغربية سعاد صابر إحدى الممثلات البارزات في المسرح والتلفزيون والسينما. وكانت إحدى جمعيات الشباب في مدينة أغادير (محترف Dramatique Eclat d'Art) وراء الفكرة، ونجحت منذ البداية في جمع أسماء لامعة في الكوميديا العالمية في مهرجانها الأول، مثل المكسيكية صوفيا لوبز كروز، والمصرية سيريهان. كما شاركت مغربيتان، سهام جطوطي وجليلة الطلمسي. وكرم المهرجان الأول الممثلة المسرحية المغربية ثريا جبران. وساهمت هذه الوجوه المعروفة وأجواء المرح والنقد البناء في إعطاء دفعة قوية لمنظمي «وان وومن شو».