بحث وزير الدفاع الأميركي المستقيل تشاك هاغل مع المسؤولين العراقيين دور بلاده في الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية»، بالتزامن مع قرب وصول 1500 مستشار أميركي إلى البلاد، وناقش أيضاً الوضع «الخطير في الأنبار». في هذه الأثناء، أعلنت عشائر سنية، غرب العراق، أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام «مخطط» يضع المحافظة بين خيارين: إما «داعش» أو «الفصائل الشيعية» التي ترافق الجيش في معاركه. ووصل هاغل إلى بغداد أمس في زيارة مفاجئة، وهي الأولى لوزير دفاع أميركي، بعد انسحاب القوات نهاية عام 2011، والتقى مسؤولين سياسيين وأمنيين. وجاء في بيان مقتضب لمكتب رئيس الحكومة حيدر العبادي أمس أنه ناقش مع هاغل «تنسيق العمليات العسكرية مع التحالف الدولي، وتقديم الدعم اللوجستي والمعلوماتي إلى القوات العراقية، إلى جانب التدريب والمشورة». وأفاد مصدر حكومي رفيع المستوى «الحياة» أمس أن زيارة هاغل «ناقشت الدور الأميركي المقبل ضد داعش، بعد وصول 1500 مستشار جديد لينضموا إلى زملائهم الذين وصلوا على مراحل منذ آب (أغسطس) الماضي وعددهم 1600. وأضاف إن «الوضع الأمني في غرب البلاد كان حاضراً بقوة في محادثات الوزير مع المسؤولين وبينهم وزير الدفاع خالد العبيدي، إضافة إلى دعم العشائر في مواجهة داعش الذي يحكم سيطرته على الجزء الأعظم من المحافظة». وأوضح أن «المستشارين الجدد سيتوزعون على خمس مراكز، اثنان منها في الأنبار في قاعدتي الحبانية وعين الأسد وواحدة في بغداد واثنتان في كركوك وأربيل». وقال هاغل: «لولا الجهود التي بذلتها قواتنا العسكرية مع التحالف الدولي في وقف زحف داعش نحو بغداد لما كنت أقف هنا اليوم». وكان صرح قبل الزيارة من الكويت بأن المعركة «صعبة، وستكون هناك نكسات وانتصارات وأتطلع إلى الحصول على بعض التقييمات المباشرة». وأرسلت واشنطن 1500 عسكري إلى العراق لحماية سفارتها وتقديم المشورة إلى الجيش وقوات «البيشمركة» الكردية في آب (أغسطس) الماضي، وأعلن الرئيس باراك أوباما الشهر الماضي نشر 1500 جندي أميركي إضافي يتولون مهام التدريب. وبعد ساعات، على زيارة هاغل، أعلنت كتلة «الصادقون»، وهي الجناح السياسي لجماعة «عصائب أهل الحق» أن «الولاياتالمتحدة دخلت البلاد بذريعة تدريب القوات الأمنية». وقال رئيس الجماعة حسن سالم في إن «عدد المدربين والمستشارين العسكرين الأميركيين تجاوز الثلاثة آلاف جندي»، وأضاف إن «التصريحات الأميركية عن إرسال 1500 جندي إضافي مرفوضة وبمثابة الاحتلال». كما رفض «مشروع الحرس الوطني من غالبية النواب نظراً إلى وجود بصمات أميركية عليه، وهدفه إنشاء قوة عسكرية لكل محافظة في معزل عن الحكومة الاتحادية». إلى ذلك، قال أحمد الجميلي، وهو أحد شيوخ عشائر الأنبار ل «الحياة» أمس إن «وفداً عشائرياً ضم رجال دين محترمين في الأنبار قام بجولة شملت دولاً عربية عدة لمنع سقوط المحافظة في يد داعش». وأضاف أن «الوفد عرض الأزمة ورفض الحكومة تسليح عشائرنا والمماطلة في عمليات تطويع أبنائنا في صفوف القوات الأمنية». وزاد إن «عشائر الأنبار تشعر بالاستياء لجعل خياراتها محدودة، إما مواجهة مصير داعش أو القبول بدخول قوات الحشد الشعبي الشيعية وإشراكها في القتال ضد داعش، وهو أمر مرفوض ويثير حساسيات طائفية ويزيد الأمور تعقيداً».