قالت مصادر عشائرية عراقية إن زعيم داعش أبو بكر البغدادي أصيب بجروح خطيرة، مؤكدة مقتل عدد من قيادات التنظيم جراء ضربة جوية لطائرات التحالف الدولي في مدينة القائم الحدودية. ونقلت "قناة العربية" عن نائب محافظة الأنبار العراقية، محمد الكربولي، قوله إن طائرات التحالف الدولي استهدفت مساء السبت (8 نوفمبر 2014)، اجتماعا لقيادات تنظيم داعش بجزيرة القائم الحدودية غرب الأنبار وأوقعت العشرات من القتلى والجرحى. ولفت "الكربولي" إلى أن الضربة أحدثت إرباكا شديدا بين صفوف عناصر التنظيم الذين قطعوا كل الطرقات في القائم من أجل نقل جرحاهم إلى مستشفى القائم الذي غصت ردهاته بالمصابين والأشلاء. من جهة أخرى، رجحت مصادر أمنية في الأنبار أن البغدادي كان من بين المجتمعين الذين استهدفتهم طائرات التحالف، ولا يزال مصيره مجهولا. بدورها، أشارت مصادر موثوقة إلى أن القوات العراقية اقتحمت قضاء بيجي بالكامل بعد معارك متواصلة لأكثر من 20 يوما، وبذلك أصبحت قريبة للغاية من الحدود الإدارية بين صلاح الدين ونينوى. كما أعلن مجلس محافظة الأنبار، السبت، عن تحرير 16 قرية في قضاء هيت، من عناصر تنظيم داعش، فيما اشار إلى انسحاب مسلحي التنظيم إلى داخل القضاء، مشيرًا إلى موافقة الحكومة المركزية على ضم 3000 مقاتل من أبناء عشائر الأنبار إلى قوات الحشد الشعبي، مع العمل على تخصيص رواتب شهرية لهم. وبالتزامن مع ذلك، أكدت مصادر شرطية وطبية ل"رويترز" أن تفجير سيارات ملغومة تسبب في مقتل 20 شخصًا، السبت، بينهم خمسة جنود في العاصمة العراقيةبغداد ومدينة الرمادي إلى الغرب في هجمات تشبه العمليات التي ينفذها متشددو "داعش". وأوضحت الوكالة أن ضربات جوية بقيادة الولاياتالمتحدة استهدفت تجمعا لزعماء داعش في العراق يضم على ما يبدو زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي. وذكر مصدر من الشرطة أن سيارتين ملغومتين انفجرتا في هجومين منفصلين بحي العامل الذي تقطنه أغلبية شيعية في بغداد. وسبق أن أعلن داعشيون مسؤوليتهم عن هجمات في بغداد واستخدموا التفجيرات للتصدي لقوات الأمن العراقية التي تحاول استعادة السيطرة على الرمادي ومعاقل أخرى لهم. ويقول مسؤولون غربيون وعراقيون إن الضربات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة ليست كافية لهزيمة التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة من العراق وسوريا ويقاتل لتوسيع رقعة ما يطلق عليه اسم دولة الخلافة. ويرى المسؤولون أن على العراق أن يحسن من أداء جيشه وقواته الأمنية للقضاء على خطر التنظيم الذي يريد إعادة ترسيم خريطة الشرق الأوسط. ووافق الرئيس الأمريكي باراك أوباما على إرسال زهاء 1500 جندي إضافي للعراق ليزيد عدد القوات الأمريكية على الأرض بواقع المثلين. وسيقوم هؤلاء الجنود بتقديم المشورة وإعادة تدريب العراقيين في معركتهم ضد "داعش" التي لم تجد مقاومة تذكر من الجيش عندما اجتاحت شمال العراق في يونيو الماضي. وأنفقت الولاياتالمتحدة 25 مليار دولار على الجيش العراقي خلال الاحتلال الذي أطاح بالرئيس السابق صدام حسين في عام 2003 وفجَّر أعمال عنف من جماعات مقاتلة شملت تنظيم القاعدة. وتريد واشنطن من الحكومة التي يقودها الشيعة أن تحيي تحالفا مع العشائر السنية في محافظة الأنبار كان قد ساعد قوات مشاة البحرية الأمريكية على دحر القاعدة. وسيجد مثل هذا التحالف نفسه في مواجهة عدو أقوى ممثلا في داعش التي تملك ترسانة أقوى من العتاد العسكري والتمويل.