شهدت المنافذ البرية في المملكة، ازدحاماً كبيراً منذ بداية الأسبوع الجاري، وصف بأنه الأكبر خلال العام، بسبب تزامن موعد الدراسة وعودة آلاف المقيمين في المملكة من بلادهم، في الوقت الذي قال فيه مسافرون إن الاحتياطات الصحية المتخذة في المنافذ لمكافحة انتشار «أنفلونزا الخنازير»، لم تعرقل إجراءات العبور. وقال آخرون، إن عشرات الحافلات «تتكدس» في بعض المنافذ كمنفذ «الحديثة» متوقعين أن يتجاوز عدد الحافلات، التي تعبر الحدود قادمة إلى المملكة بأكثر من 40 حافلة يومياً، بالإضافة إلى مئات السيارات الصغيرة، التي تخضع لإجراءات رقابة وتفتيشية بسبب كثافة القادمين من لبنان وسورية والأردن. وأكد قسم الجوازات في منفذ الحديثة ل «الحياة» أن «المنفذ يشهد حركة مستمرة لا تهدأ، بدأت مع انتهاء إجازة العيد، ونتوقع ازدحاماً مضاعفاً مع نهاية الأسبوع، بسبب اقتراب بدء عودة الطلاب إلى المدارس»، مشيراً إلى «وضع خطة متكاملة، لتفادي تأخير القادمين خصوصاً العائلات منهم». وأوضح مدير مكتب شركة للخطوط البرية في الدمام عاكف عبد الغني، أن «الازدحام على المنافذ حالياً أكثر وطأة من فصل الصيف، خصوصاً مع قيام الكثير من العائلات بتمديد الإجازة بعد قرار تأجيل الدراسة، فالمغادرة أصبحت جماعية، وهذا الأمر أدى إلى حركة نشطة في الحدود، خصوصاً للحافلات التي تحتاج إلى وقت طويل لإجراء العبور، بخلاف المركبات الصغيرة، التي تمر بسرعة بسبب عدم وجود أعداد كبيرة من الركاب. ورغم الزحام الشديد، إلا أن سائقين اعتبروه «عادياً»، مقارنة مع ما تشهده المنافذ الحدودية نهاية كل أسبوع، «كان عدد الحافلات التي تنتظر الدخول إلى المملكة نحو 15 حافلة وهو رقم متوسط مقارنة مع فترة الصيف، ونتوقع أن يتضاعف عددها مع نهاية الأسبوع المقبل». وقال قادمون، إن الجمارك والجوازات، تتبع إجراءات تخفف من طوابير الانتظار، حيث تم التركيز على تفتيش أمتعة المسافرين من خلال الأجهزة الحديثة. وتشير عفاف إبراهيم «مقيمة في السعودية» أن «الإجراءات أكثر مرونة من السابق، خصوصاً أن الزحام يتطلب تسهيل الإجراءات كافة، التي اعتدنا عليها». مضيفة «تحرص الجوازات وكذلك العاملون في الحدود، على تقليل ساعات الانتظار للمسافرين». وأشارت إلى أنه من الملاحظ أن هناك إجراءات «تهدف إلى التقليل من الاختلاط بين المسافرين أو تجمعهم في مكان واحد، ضمن خطط مكافحة انتشار أنفلونزا الخنازير»، وتضيف «أساليب الوقاية الصحية ساعدت على تقليل ساعات الانتظار، خصوصاً أن موظفي الجوازات والتفتيش، كانوا حريصين على تسهيل الإجراءات كافة، وفي الوقت ذاته حريصين على الكشف عن المواد الممنوعة، وهذا الأمر ساعد العديد منا على انجاز إجراءات العبور بسرعة». يذكر أن بعض المنافذ بدأت تتهيأ للاستعداد لموسم الحج، وأصبحت تعمل على تسهيل إجراءات القادمين. كما أكد مسافرون، أن منفذ البطحاء، «شهد ازدحاماً طيلة الأيام الماضية، وتم إتباع إجراءات جديدة للتقليل من المشكلات وتسهيل المعاملات». ومن جهة أخرى يستعد العديد من الطلبة السعوديين، لمغادرة المملكة للدراسة في جامعات الدول المجاورة، مما يعد أحد مسببات الازدحام في هذه الفترة».