حضّ الاتحاد الأوروبي أمس روسيا على عدم اقحام بلدان غرب البلقان في النزاع المتفاقم بين موسكو والغرب حول اوكرانيا، ما يؤكد تنامي قلقه من أن تتحول هذه المنطقة الى ساحة أخرى للتوتر بين الشرق والغرب. ويعتبر ديبلوماسيون ان «موسكو تستغل الأوضاع الاقتصادية الصعبة وموالاة بعض السلاف الأورثوذكس لروسيا، خصوصاً في صربيا والبوسنة، لبناء نفوذ لها في المنطقة» التي يتطّلع بعض بلدانها الى نيل عضوية الاتحاد الأوروبي. في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده «ليست معزولة» بسبب الصراع بين سلطات كييف والانفصاليين الموالين لموسكو في الشرق، وانتقد محاولات الغرب المستمرة لإلقاء اللوم على الكرملين في تأجيج الأزمة. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني خلال زيارتها سراييفو إن من مصلحة الاتحاد وروسيا «إيجاد سبل للتعاون وتطويره، وليس التخاصم». وزادت: «ستكون فكرة جيدة إبقاء غرب البلقان بعيداً من هذه التحركات، وهو ما أتوقعه من موسكو». ولا تزال الأوضاع الاقتصادية والسياسية لدول غرب البلقان هشّة منذ تفكّك يوغوسلافيا الاشتراكية. وانضمت سلوفينيا وكرواتيا إلى الاتحاد الأوروبي، لكن خطوات توسيعه الى بلدان مثل صربيا والبوسنة ومقدونيا والجبل الأسود وألبانيا وكوسوفو تباطأت مع تعثر الإصلاح، وبسبب مشاعر القلق العميقة داخل الاتحاد من الحكمة في التوسع. وفي اعقاب اجتماع عقده وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في بازل، قال لافروف: «لن تجدي محاولات زملائنا الغربيين، وهم الأميركيون وبعض الدول الأوروبية تقديمنا باعتبارنا متهمين رئيسيين، وهو ما يفعلونه باستمرار، فهذا ليس صائباً». ودعا الدول الغربية، وبينها فرنسا وألمانيا، الى الضغط على كييف لتنفيذ إصلاحات دستورية تمنح المناطق الناطقة بالروسية في شرق اوكرانيا حكماً ذاتياً بصلاحيات واسعة. كما جدّد دعوات موسكو إلى إجراء كييف محادثات مباشرة مع انفصاليي شرق اوكرانيا الذين يخوضون معارك مع القوات الحكومية «إذ من غير المنطقي درس وسائل لإنهاء الصراع من دون إشراك الانفصاليين». وطالب لافروف بأن تفي باريس «بكل التزاماتها» في شأن تسليم روسيا بارجتَي «ميسترال» اللتين جرى تصنيعهما في فرنسا. وقال رداً على ربط باريس تسليم البارجتين بتحقيق تقدم في تسوية أزمة اوكرانيا: «مللت هذه المسألة. انها مشكلة تتعلق بسمعة فرنسا التي يجب ان تفي بكل التزاماتها في العقد». في كييف، اكدت الحكومة انها تريد وقفاً «فعلياً» للنار في الشرق الانفصالي، وذلك غداة اعلان الرئاسة الأوكرانية والانفصاليين ان «يوم الهدوء سيبدأ في التاسع من الشهر الجاري»، تمهيداً لسحب الأسلحة الثقيلة من خط الجبهة. لكن «رئيس جمهورية لوغانسك» ايغور بلوتنيتسكي اشار الى اتفاق «شفهي» بين الجانبين فقط. وأعلن الناطق العسكري الأوكراني اندريه ليسينكو مقتل ستة عسكريين خلال الساعات ال 24 الأخيرة، مشيراً الى قصف المتمردين قرية بيسكي قرب المطار المدمر.