قتل 20 انفصالياً موالين لروسيا على الأقل وجرح آخرون بينهم صحافي، في معارك اندلعت مع قوات حكومية في مدينة ماريوبول الساحلية جنوب شرقي أوكرانيا أمس. وأفادت وسائل إعلام أوكرانية بأن الشرطة حاولت استعادة مبنى الشرطة حين تعرضت لإطلاق نار من موالين لروسيا سيطروا على مبنى وزارة الداخلية. واعقب ذلك جلب القوات الأوكرانية آليات مدرعة إلى المدينة، وهي مركز صناعي وملاحي رئيسي يناهز عدد سكانها نصف مليون شخص. في سلافيانسك (شرق)، معقل الحراك الانفصالي، سمعت أصوات إطلاق نار ليل الخميس بعد محاولة حوالى 40 مسلحاً مهاجمة موقع حدودي في منطقة لوغانسك، لكنهم تراجعوا بعدما فتح حرس الحدود النار عليهم. وتحدثت تقارير عن اعتقال الانفصاليين أكثر من 40 موالياً لأوروبا بحجة محاولتهم حشد التأييد «لمجلس الحرب الفاشي»، في إشارة إلى سلطات كييف. والوسائل التي يستخدمونها تنطوي على مخاطر في المستقبل لأنها تغذي دائرة الانتقام التي تمزق أوكرانيا. وأعلن أحد زعماء الانفصاليين فياتشيسلاف بونوماريوف، أن بين المعتقلين سوخونوس، ابن عضو في المجلس البلدي للمدينة، وقال: «لم يحدث له شيء، وهو يحصل على غذاء ولديه ملابس». وزاد: «هذه الإجراءات ضرورية في أوقات الحرب، إذ يجب أن نتأكد أن هؤلاء الأشخاص لا يمثلون أي تهديد. كما أن كييف تعتقل رفقاء لنا». واحتجز الانفصاليون الشهر الماضي فريق مراقبين عسكريين تابعين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا عند نقطة تفتيش، واتهموهم بالسفر مع جاسوس أوكراني. وهم احتجزوا أكثر من أسبوع قبل أن يتوسط المبعوث الروسي فلاديمير لوكين لإطلاقهم. كما أوقف الانفصاليون صحافيين غربيين بينهم مراسلون لقنوات إخبارية على الإنترنت، مثل «بزفيد» و «فايس نيوز»، فيما تقول لجنة حماية الصحافيين ومقرها الولاياتالمتحدة، إن «الصحافيين الأوكرانيين سيرغي ليفتر ويوري ليليافسكي وسيرغي شابوفال بين المفقودين». وقال مراسل «فايس نيوز» سايمون اوستروفسكي، الذي احتجز ثلاثة أيام الشهر الماضي، إن «مبرمج الكمبيوتر ارتيوم ديينها خطف بعد عرضه شريط فيديو للاستيلاء على مبنى أمن الدولة في سلافيانسك في 12 نيسان (أبريل) الماضي. «مخربين» في كييف في كييف، أعلن جهاز أمن الدولة أن «مخربين» أوقفوا بث التلفزيون الحكومي لساعات، مشيراً إلى أن موسكو أيدت هذا العمل ضمن حملة التحريض على التمرد شرق البلاد. وأوضحت فيكتوريا سيومار، نائبة رئيس جهاز أمن الدولة، أن «مخربين» محترفين أحرقوا أسلاك كهرباء وإشارات ممدودة تحت الأرض إلى التلفزيون ومحطات إذاعية، وقالت: «يستند منطق الأجهزة الخاصة الروسية حتى اليوم إلى تعاليم فلاديمير لينين الخاصة بإعطاء أولوية للبريد والهاتف والبرقيات»، في إشارة إلى أسلوب استيلاء الزعيم البولشيفي على السلطة عام 1917. الاتحاد الأوروبي ويزور رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي كييف الإثنين لتأكيد دعم الاتحاد الأوروبي أوكرانيا قبل الانتخابات الرئاسية في 25 الشهر الجاري. وأوضح رومبوي أنه سيناقش في كييف طريقة إرساء الاستقرار في أوكرانيا قبل انتخابات 25 أيار، ووضع حدّ لأعمال العنف وخلق حوار وطني شامل، وأشار إلى أنه أجرى محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك. وكان الاتحاد الأوروبي حذر من تنظيم الانفصاليين استفتاءً على «الاستقلال» شرق أوكرانيا غداً «لأنه لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع وتصعيد جديد»، فيما وصفت باريس الاستفتاء بأنه «غير قانوني»، مشددة على أولوية التهدئة والتزام حوار وطني وإعداد انتخابات 25 أيار». إلى ذلك، صرح رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، بأن «دول الاتحاد منقسمة على النهج الموحد لمواجهة أزمة أوكرانيا، على رغم الإدانة الكبيرة لتصرفات روسيا، التي «تجعل أخطار زعزعة الاستقرار أكبر من حروب البلقان في تسعينيات القرن العشرين». وقطعت الخلافات داخل الاتحاد، الذي ضم 28 بلداً يعتمد كثير منها على إمدادات الغاز الروسي، طريق الاتفاق على تشديد العقوبات المحدودة التي فرضت على أعضاء النخبة الروسية. في وارسو، اعتبر رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك، أن دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انفصاليي شرق أوكرانيا لإرجاء استفتائهم على الانفصال «لا مردود عملياً لها بسبب الوضع الحالي». وبحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي جون كيري، الجهود الروسية الأميركية الأوروبية المشتركة المبذولة لتسوية أزمة أوكرانيا. وأفادت الخارجية الروسية بأن «الاتصال جاء بمبادرة من كيري، وأن لافروف طالبه بضرورة وقف العملية العسكرية العقابية التي تشنها سلطات كييف ضد مناطق جنوب شرقي أوكرانيا، ورفع الحصار عن المناطق السكنية، وتحرير جميع المعتقلين السياسيين، وإطلاق إصلاحات دستورية شاملة». ودعا لافروف أيضاً نظيره الأميركي إلى الضغط على سلطات كييف ل «دفعها نحو بدء تهدئة حقيقية للوضع، وخلق ظروف ملائمة لإجراء حوار مباشر وعادل مع ممثلي مناطق جنوب شرقي أوكرانيا». إلى ذلك، أبدى مسؤولون أميركيون قلقهم من صفقة بيع سفن حربية فرنسية إلى روسيا، بالتزامن مع درس واشنطن فرض مزيد من العقوبات على روسيا. وقالت مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأوروبية فيكتوريا نولاند لأعضاء في الكونغرس الأميركي قبل زيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى واشنطن الأسبوع المقبل: «أبدينا دائماً قلقنا من هذه الصفقة حتى قبل التصرفات الروسية الأخيرة، وسنواصل ذلك». ومن المقرر أن تسلم فرنسا أول سفينة من اثنتين من طراز «ميسترال» إلى روسيا بحلول تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، علماً بأنها قاومت حتى الآن الضغوط لتعليق الصفقة البالغة قيمتها 1.2 بليون دولار. وصرح فابيوس في آذار (مارس) بأن «باريس قد تلغي الصفقة إذا لم تغير موسكو سياساتها تجاه كييف».