مرَّ بهدوء أمس، «يوم الانتخاب الكبير» في ألمانيا لاختيار 598 نائباً من أصل 3556 مرشحاً في البرلمان الاتحادي من دون وقوع أي حادث إرهابي أو إخلال بالأمن. ولم تعكِّر تهديدات «القاعدة» بتنفيذ اعتداءات في ألمانيا الهدوء في البلاد ولم تلعب أي دور في تردد الناخبين في الاقتراع. وعلى رغم عدم تلمس مظاهر أمنية مشددة في الشوارع والساحات العامة، فإن مصادر وزارة الداخلية الألمانية أكدت أن القوى الأمنية وأجهزة الاستخبارات تعمل منذ فترة بكامل طاقتها لإحباط أي عمل إرهابي. وصوَّت أمس 50 مليون ناخب ألماني تقريباً في عشرات آلاف أقلام الاقتراع بعدما اقترع 12 مليون ناخب بالبريد لانتخاب الحزب المفضل من بين 27 حزباً والمرشح الأنسب في دائرتهم الفردية. وسارع قادة الأحزاب الرئيسة للإدلاء بأصواتهم منذ الصباح الباكر فتوجه مرشح الحزب الاشتراكي الديموقراطي وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير إلى قلم اقتراع في برلين وجدد تأكيده أمام وسائل الإعلام بعدما أدلى بصوته بأنه ترشح من أجل الفوز بمنصب المستشار. وكذلك فعلت المرشحة الرئيسة لحزب الخضر ورئيسة كتلته النيابية ريناته كوناست. وفي بون اقترع رئيس الحزب الليبرالي الحر غيدو فيسترفيلله الذي أعلن على الأثر أنه متفائل جداً بالفوز مع المسيحيين بغالبية مقاعد البرلمان. وتأخرت المستشارة أنغيلا مركل إلى ما بعد الظهر لتنتخب في برلين، ومثلها فعل أيضاً مرشح حزب اليسار ورئيس كتلته النيابية غريغور غيزي. وكان الرئيس الاتحادي هورست كولر وجَّه كلمة إلى الناخبين الألمان حضهم فيها على الاقتراع واستخدام حقهم الدستوري في اختيار نوابهم وأحزابهم، وبالتالي حكومتهم العتيدة. وفيما كانت الاستطلاعات السابقة ترجح فوز الاتحاد المسيحي الذي تتزعمه المستشارة مركل والحزب الليبرالي الحر المقرب منه بغالبية مقاعد البرلمان أظهرت الاستطلاعات الأخيرة أن التنافس شديد للغاية، وقد لا يتمكن التحالف المسيحي الليبرالي من الفوز كما كان يحلم إذا لم يحصل على عدد كاف من «النواب الإضافيين» الذين يفوزون بأكثر من 50 في المئة من الأصوات في دوائرهم الفردية ويضافون بالتالي إلى نواب الحزبين الفائزين بالنسبة المئوية. وبسبب التقارب الشديد في الأصوات بين المحورين لا يستبعد المراقبون تحقيق الحزب الاشتراكي نسبة أعلى مما رجحته الاستطلاعات، تماماً كما حدث قبل أربع سنوات، ما يفرض على المستشارة التي يُتوقع أن يحصل ائتلافها المسيحي على أكثرية أصوات الناخبين التحالف معه من جديد.