يستعد مقاتلو المعارضة المتواجدون في جنوب سورية للقيام بهجوم واسع النطاق على العاصمة دمشق بمؤازرة مجموعات مقاتلة تدربت في الأردن، بحسب ما علمت وكالة فرانس برس من طرفي النزاع. بدأ الجيش النظامي بإعادة الانتشار وتكثيف قصف معاقل مقاتلي المعارضة لمواجهة مثل هذا الهجوم، بحسب المعارضة المسلحة. ويأتي الإعداد لهذا الهجوم الجديد بعد فشل محادثات السلام بين وفدي الحكومة والمعارضة الأسبوع الماضي في جنيف، في ظل معلومات تفيد عن تقديم دول خليجية أسلحة متطورة لمقاتلي المعارضة. وذكرت مصادر من النظام السوري وأخرى من المعارضة لوكالة «فرانس برس» أن آلاف المقاتلين المعارضين الذين تدربوا في الأردن لأكثر من سنة على يد الولاياتالمتحدة ودول غربية سيشاركون في هذه العملية على دمشق. وفي المعسكر الآخر، قال الضابط عبدالله الكرازي، الذي انشق عن صفوف القوات النظامية ويقود حالياً غرفة عمليات في محافظة درعا (جنوب) التي يسيطر المقاتلون على جزء منها «إن درعا هي المدخل إلى دمشق، معركة دمشق تبدأ من هنا». وأضاف: «في الوقت الراهن، لدينا ضمانات من الدول الداعمة لتوريد الأسلحة»، مشيراً إلى أنه «إن وفت بوعودها سنصل إلى قلب العاصمة بعون الله». ولفت الضابط إلى أن «الهدف الرئيسي هو كسر الحصار المفروض على الغوطة الشرقية والغربية» المنطقتين الزراعيتين المتاخمتين للعاصمة. وقال سياسي سوري لوكالة «فرانس برس»، من جهة ثانية، إن «المعركة الكبيرة ستجري قبل انعقاد الجولة المقبلة للتفاوض» التي رجح أن تقام في منتصف آذار (مارس). وفي عمان، قالت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية الثلثاء إن قوات حرس الحدود الأردني أصابت متسللين اجتازا الحدود من سورية إلى المملكة وألقت القبض عليهما. ونقل بيان نشر على الموقع الإلكتروني للقوات المسلحة عن مصدر مسؤول قوله إن «شخصين اجتازا الحدود في تمام الساعة الواحدة ظهراً (10 ت غ) من الأراضي السورية باتجاه الأراضي الأردنية ولم يمتثلا لتحذيرات ونداءات قوات حرس الحدود». وأضاف أن قوات حرس الحدود «تعاملت معهما بحسب قواعد الاشتباك والتعليمات لديها في مثل هذه الحالات، وتم إصابتهما وإلقاء القبض عليهما وأخليا إلى أقرب مركز طبي لتلقي الإسعافات الأولية وحوّلا إلى الجهات المختصة». وأكد المصدر أن «القوات المسلحة الأردنية لن تتهاون مع كل من يحاول التسلل أو الدخول بالطرق غير المشروعة من وإلى الأراضي الأردنية وستتعامل معه بالقوة». ولم يحدد المصدر جنسية المتسللين أو ظروف الاشتباك معهم. وأعلن الجيش الأردني صباح الاثنين مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين أثناء تسللهما من سورية، فيما أصيب متسلل خامس مساء ذات اليوم واعتقل آخر. وكان مصدر عسكري أردني أكد ليل السبت - الأحد إصابة سبعة أشخاص واعتقال ثلاثة آخرين أثناء محاولتهم التسلل إلى أراضي المملكة من «أماكن غير مخصصة لعبور اللاجئين». ويعبر مئات اللاجئين السوريين يومياً الحدود السورية الأردنية، من أماكن مخصصة لعبورهم، هرباً من العنف في بلدهم. وأعلن حرس الحدود الأردني في كانون الأول (ديسمبر) الماضي تصاعد عمليات التهريب وتسلل الأفراد بين الأردن وسورية في الآونة الأخيرة بنسبة تصل إلى 300 في المئة، مشيراً إلى إحباط محاولات تهريب 900 قطعة سلاح مختلفة. ويستضيف الأردن الذي يملك حدوداً تمتد لأكثر من 370 كيلومتراً مع سورية، أكثر من نصف مليون لاجئ سوري منهم نحو 120 ألفاً في مخيم الزعتري شمال المملكة قرب الحدود مع سورية.