اعتذر الوسيط الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي للشعب السوري أمس لعدم إحراز أي تقدم في محادثات السلام في جنيف بعدما انتهت جولتها الثانية من دون نتيجة سوى الاتفاق على اللقاء مجدداً. وفي وقت قال وفد «الائتلاف الوطني» المعارض إن عقد جولة ثالثة من المفاوضات سيكون مضيعة للوقت إذا لم يكن هدفها مناقشة تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، وصف كبير مفاوضي وفد النظام بشار الجعفري أعضاء وفد المعارضة بأنهم «هواة»، متمسكاً بموقف الحكومة في شأن الاتفاق أولاً على مكافحة «العنف والإرهاب» قبل مناقشة موضوع تشكيل هيئة الحكم الانتقالي. وفي ضوء هذا الفشل في تحقيق اختراق في مفاوضات جنيف، بدا واضحاً أن الولاياتالمتحدة، الداعمة المعارضة، بدأت تعد خيارات بديلة للضغط على النظام، بما في ذلك إرسال مزيد من الأسلحة إلى «المعارضة المعتدلة». وقال الرئيس باراك أوباما عقب محادثات مع عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني في ولاية كاليفورنيا، ليل الجمعة، إنه يدرس سبلاً جديدة للضغط على حكومة الأسد، مضيفاً: «سيتعين علينا اتخاذ بعض الخطوات الفورية لتقديم مساعدات إنسانية هناك». وقال مسؤول أميركي كبير في إيجاز للصحافيين عقب المحادثات التي استمرت ساعتين «نحشد الدعم لمعارضة معتدلة ويمكن أن يضطلع الأردن بدور مهم في ما يتصل بالمعارضة المعتدلة». وأردف: «أن الزعيمين ناقشا تصاعد خطر التطرف المقبل من سورية وما يمكن عمله للتصدي له». واستطرد: «أن جميع البدائل مطروحة في ما عدا تدخل قوات أميركية»، مؤكداً أن «من الخيارات المطروحة إمكان تسليح المعارضة السورية». وكان لافتاً أن النظام السوري حاول تحميل الجانب الأميركي جزءاً من فشل محادثات جنيف، إذ قال مندوب سورية لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري: «إن تلويح أميركا بالتصعيد العسكري شجع وفد الائتلاف على التعنت وإفشال هذه الجولة». وأوضح: «قلنا للوسيط الدولي (الأخضر الإبراهيمي) والطرف الآخر إن الأجواء التي تحيط بجنيف لا تنبئ بالإيجابية، ولقاء (الرئيس باراك) أوباما بالملك الأردني والأوامر حول تصعيد جبهة درعا لا تشجعان البتة على إنجاح جنيف ومكافحة الإرهاب»، في إشارة إلى تقارير عن قرار تسليم المعارضة أسلحة متطورة عبر الحدود الأردنية والتركية. وكان الأخضر الإبراهيمي قال للصحافيين عقب فشل محادثات جنيف أمس: «أنا آسف جداً جداً وأعتذر للشعب السوري عن آماله التي كانت كبيرة للغاية هنا... (آماله) في أن شيئاً سيحدث هنا. أعتقد أن النزر اليسير الذي تحقق في حمص (اتفاق وقف النار وإجلاء المدنيين المحاصرين) أعطاه أملاً أكبر في أنه ربما تكون هذه هي البداية للخروج من هذه الأزمة الرهيبة» التي يعانيها. في غضون ذلك قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إن أكثر من 140 ألف شخص بينهم أكثر من سبعة آلاف طفل قتلوا في الصراع المستمر منذ ثلاثة أعوام في سورية. وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت أن فرنسا «تدين موقف النظام السوري الذي عرقل أي تقدم نحو تشكيل حكومة انتقالية وكثّف أعمال العنف بحق السكان المدنيين». كذلك عبّر عن الموقف نفسه وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي حمّل النظام مسؤولية فشل الجولة الثانية من مفاوضات جنيف.