مع اختتام أعمال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر جنيف 2 أول من أمس، وما صاحبها من توتر وتصعيد، كان السبب الرئيسي فيها وفد النظام السوري، بعد أن اختار رئيسه وزير الخارجية وليد المعلم اللجوء إلى استفزاز الحضور والاستخفاف بهم، بما فيهم أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون وعدد من الوفود المشاركة، إضافة إلى كلمات خطابه التي عجت بكلمات التخوين والاتهام بممارسة الإرهاب، يتوقع المراقبون أن تشوب المفاوضات صعوبات كثيرة، لا سيما بعد اختلاف رؤساء الوفود حول تفسير مقررات "جنيف1" التي تدعو لتكوين سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة. وبينما توقف المعلم أمام "محطة" الأسد، ورفض مغادرتها، قائلاً إن أي قوة خارجية لا يمكنها أن ترغم الأسد على التنحي، أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا أن النظام هيأ الأوضاع لتنظيم القاعدة لينمو عن طريق استهداف جماعات المعارضة. وكان مون قد جدد التأكيد في مؤتمر صحفي عقب الجلسة، على أن الهدف من المؤتمر هو تشكيل حكومة انتقالية تكون لها السيطرة على الجيش وباقي مؤسسات الدولة، يعقب ذلك حوار وطني وتشكيل دستور جديد وإجراء انتخابات. كما بحث وزيرا خارجية الولاياتالمتحدة وروسيا، جون كيري وسيرجي لافروف، آليات التفاوض بين وفدي السلطة والمعارضة في سورية. وركز الوزيران في المحادثات بينهما على إعطاء الأممالمتحدة دوراً بارزاً في هذا الصدد. وأشار مصدر مطلع إلى أن كيري طالب موسكو بموقف أكثر مرونة تجاه دعم حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات لا يكون للأسد دور فيها. إلا أن لافروف اعتبر أن الحل السياسي يجب أن يكون من الشعب السوري، وأنه "لا بد من محاربة الإرهاب الذي سيكون خطراً على الجميع". بدوره، أشار وزير الخارجية الصيني وانج يي إلى أن المحادثات يجب أن تتناول كل الموضوعات مثار الاهتمام للجانبين، بما فيها مستقبل الرئيس بشار الأسد. وقال في مؤتمر صحفي إن المحادثات يجب أن تبدأ بمعالجة القضايا الأسهل ثم الانتقال إلى القضايا الأكثر صعوبة. وأضاف "أعتقد أن كل القضايا يجب أن تحل ويمكن حلها، طالما أن المفاوضات مستمرة دون تعطيل، وطالما أن الحوار يتعمق والثقة بين الأطراف تتزايد. لكن من المهم ألا يغرق المتفاوضون أنفسهم منذ البداية في الجدل أو في مناقشة القضايا التي تباعد بينهما". كما اجتمع مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أمس مع وفدي المعارضة والنظام، كل على حدة، لتقييم الخطوات اللاحقة التي ستتخذ في المحادثات بين الجانبين والتي يتوقع أن تبدأ اليوم. وأكد الإبراهيمي أن الحل السياسي هو الخيار الوحيد، وأضاف "ليس لدي شك أن المفاوضات ستكون صعبة، لكنا سنبذل قصارى جهدنا لإنجاحها". إلا أنه يبدو أن الوفد الحكومي قد استبق بدء المفاوضات وقطع بفشلها منذ البداية، وهو ما اتضح في تصريحات وزير إعلام النظام عمران الزعبي الذي اتهم الوسطاء بالتحيز للمعارضة، وقال في مؤتمر صحفي بمدينة مونترو "كيف يمكن أن نتوصل إلى اتفاق ناجح إذا كان كل من يجرون المفاوضات يقفون في جانب طرف واحد؟".