بعد موجة الرعب التي شهدها لبنان جرّاء تكرار التفجيرات، أصبح كل ما يقوم به المواطن اللبناني يُعتبر مغامرة، وكل نهار هو رحلة جديدة للبقاء على قيد الحياة. فمع تنقل التفجيرات بين المناطق، ومع الأخبار عن ضبط سيارات مفخخة وانتحاريين، كان لا بد من ابتكار خدمات تسهل على المواطنين الخائفين حياتهم اليومية. ومن الخدمات المبتكرة، إنشاء تطبيق على الهواتف الذكية، يحمل اسم "I'm Alive"، ويعمل بكبسة واحدة على إرسال رسالة على مواقع التواصل الإجتماعي تقول: "أنا على قيد الحياة"، وبذلك يكون مفيداً بخاصة مع انقطاع خدمة الإتصالات بعد كل عملية تفجير، كما يمكن للشخص أن يطمئن على أحبائه وأصدقائه من خلال التطبيق نفسه. وفي تطبيق آخر هو عبارة عن لعبة، أصبح في الامكان أن تتوقع اين سيحصل الانفجار، فإذا حصل فعلاً في المكان المحدد، تحصل على نقاط تخوّلك إكمال اللعبة. ومن ناحية أخرى، عمل مطعم في الضاحية الجنوبية لبيروت على خدمة التوصيل المجاني للطعام، تحت شعار: "ما تخاطر بحياتك وتجي لعنا، نحنا منجي لعندك عالبيت". ومع اقتراب عيد الحب، وعلى رغم أن الوضع الأمني السيء، ابتكرت الشقيقتان سناء وماجدة فوّاز لعبة جديدة، تحت عنوان "بتحبّا عنجد؟ نزال ع حارة حريك وجبلا وردة"، بحيث جذبت هذه الحملة الزبائن من مختلف المناطق اللبنانية الى بيت حجري قديم، حوّلته الشقيقتان قرية للورود (Flower town). وهكذا بات على العشاق أن يثبتوا حبهم بالتوجه الى الضاحية الجنوبية، وأن يثبتوا وصولهم عبر صفحة المحل على "فايسبوك"، ليحصل على "ستيكر" (ملصق) يقول "مستعد موت منشانك". وهكذا، في زمن أصبح الخوف طاغياً، يحاول بعضهم تخفيف مصاعب الحياة عبر خدمات، غالباً ما تكون مسلية ومفيدة، علّ الشعب ينسى ما يخبئ له القدر، ويعيش ما تبقى من أيامه... بحب! *إعداد