قال مرجع أمني لبناني بارز ان نجاح مديرية المخابرات في الجيش اللبناني في كشف هوية الشخصين اللذين نفذا التفجير الذي استهدف مدخل مبنى السفارة الإيرانية في محلة بئر حسن في الضاحية الجنوبية لبيروت يعتبر انجازاً مهماً، لكن هذا لا يعني ان مهمة القوى الأمنية انتهت عند حدود كشف هوية الانتحاريين. وأكد المرجع الأمني ل «الحياة» ان ملف تفجير السفارة الإيرانية لن يقفل وإنما سيتابع من خلال الأجهزة الأمنية للتأكد مما إذا كانت هناك من بيئة حاضنة للانتحاريين مكنتهما بسهولة من الاقتراب من مبنى السفارة. وكشف ان الأجهزة الأمنية تواصل مهمتها بحثاً عن الجهة التي سهلت للانتحاريين الحصول على السيارة التي استخدمت في التفجير والمتفجرات التي فخخت بها، اضافة الى تحديد هوية الجهة التي تولت استطلاع المنطقة المؤدية للسفارة أو المحيطة بها، وتزويدهما ببطاقتي هوية لبنانيتين مزورتين، خصوصاً ان تزويرهما لم يكن عادياً يمكن ضبطه وإنما ينم عن خبرة عالية في هذا المجال. ورأى المرجع نفسه ان التحقيقات متواصلة بغية الوصول الى خيوط يمكن ان تقود الى معرفة الجهة التي تولت تأمين كل «الخدمات اللوجستية» المطلوبة التي من دونها لا يمكن للانتحاريين تفجير نفسيهما في المكان الذي حدد لهما. وفي هذا السياق علمت «الحياة» أن موسى المحمد والد عدنان الانتحاري الثاني الذي قاد السيارة لا يزال موقوفاً رهن التحقيق ومعه ابنته بعد أن ثبت ان فحوصات الحمض النووي التي أجريت له في وزارة الدفاع الوطني في اليرزة جاءت متطابقة مع أشلاء ولده. ويعود توقيف والد عدنان وشقيقته الى ان هناك حاجة لجمع معلومات اضافية عن عدنان يمكن ان تقود تدريجياً الى الإمساك بخيوط تلقي الضوء على تفاصيل جديدة تتعلق بالذين حرضوه، والانتحاري الأول معين أبو ظهر، على تفجير نفسيهما. فيما تعكف الأجهزة الأمنية المختصة على تحليل حركة الاتصالات التي أجرياها الانتحاريان أو تلقاها قبل التفجير.