شهدت بلدات في إفريقيا الوسطى أعمال عنف أمس واستغاث سكانها بالقوة الدولية عشية انتخاب رئيس جديد ستوكل اليه مهمة إرساء الإستقرار في البلاد التي تسودها الفوضى منذ 10 شهور. وأقرّ ضابط في القوة الإفريقية لمساعدة إفريقيا الوسطى (ميسكا) بأن «هناك أعمال عنف في أماكن عدة في بوار (غرب، قرب الحدود مع الكاميرون) وسيبوت (شمال بانغي) وبوالي (شمال غرب). وأضاف أن «الناس في حالة يأس! وسيزداد ذلك كلما اقتربنا من الانتخابات الرئاسية، إن خطوط الإتصال بنا للإستغاثة دائماً مكتظة ونبذل كل جهدنا لكن لا يمكننا أن نضع جندياً في كل منزل». وينتشر 4400 عنصر من «ميسكا» و1600 جندي فرنسي من عملية «سنغاريس» في محاولة لنشر الأمن في البلاد التي تتخبط في أعمال عنف على خلفية أحقاد دينية منذ أن تولّى متمردو حركة «سيليكا» الحكم في آذار (مارس) الماضي. لكنهم ينتشرون خصوصاً في بانغي حيث تلقى البرلمان أمس آخر الترشيحات إلى الرئاسة الإنتقالية، على أن ينتخب المجلس الوطني الإنتقالي (البرلمان الانتقالي) الرئيس الإنتقالي الجديد غداً لسدّ الفراغ الذي تركه ميشال جوتوديا، الذي إستقال مكرهاً في 11 كانون الثاني (يناير) بعد أن اتهمه المجتمع الدولي بالعجز عن إحتواء اعمال العنف. وستنشر اليوم لائحة المرشحين، من بينهم رئيسة بلدية بانغي كاتريسن سمبا بنزا وسيلفان باتاسي وديزيري كولينغبا وهما ابنا الرئيسين السابقين أنج فيليكس باتاسي الذي حكم البلاد من 1993 إلى 2003 وأندري كولينغبا من 1985 إلى 1993. صرخات إستغاثة وقال أحد سكان سيبوت (160 كلم شمال العاصمة): «إنني أطلق صرخة إستغاثة، الرصاص مستمر ونحن مذعورون». وزاد: «يتصرّف عناصر سيليكا كالأسياد في المدينة وليس هناك أي قوة تحمينا»، مؤكداً أن «معظم السكان لجأوا إلى الأدغال». وأضاف أن محطة الحافلات والسوق دمرا، واندلعت أعمال العنف أول من أمس وأسفرت عن سقوط 3 قتلى على الأقل «لكن المؤكد أن العدد أكبر في الأحياء». وأفاد مصدر ديني في بانغي أن كنيسة سيبوت تعرّضت لهجوم من عناصر «سيليكا». كما وقعت حوادث أخرى في بوسمبيلي قرب حدود الكاميرون (غرب) حيث نهبت كنيسة. وفي بوالي (90 كلم شمال غربي بانغي) لا يزال التوتر سائداً على رغم هجوم شنته قوة «سنغاريس» أول من أمس على محور الطرق المؤدي إلى الكاميرون من العاصمة، والذي يعتبر حيوياً لنقل التجهيزات والأغذية. وقال الكاهن بوريس ويليغال أن «مئات من البويل (الرحل المسلمون) المذعورين لجأوا إلى الكنيسة». وأضاف: «هناك على الأقل 10 جرحى بينهم رضيع عمره 7 أشهر أصيب في وجهه بضربة سيف». وروى كيف أن وحدات «سنغاريس» نزعت أسلحة مقاتلي «سيليكا» ومعظمهم من المسلمين، لكن الميليشيات المسيحية اغتنمت الفرصة للخروج من الأدغال. وذكر أن الميليشيات المسيحية «مناهضي بالاكا قتلوا 3 مسلمين بينهم إمرأة ومسيحي كان عائداً من الحقل». وكشف أحد السكان أن محلات المسلمين التجارية نهبت. وأكد اللفتنانت كولونيل توماس مولارد مسؤول الإعلام في عملية «سنغاريس» أن «أكثر من مئة عنصر من قوة ميسكا يتحرّكون بين بانغي وبوسمبيلي (150 كلم شمال غرب) من أجل وقف التجاوزات».