وجّه النائب المحافظ البارز علي مطهري انتقادات عنيفة لمجلس خبراء القيادة، وهو الهيئة المكلّفة اختيار مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي ومراقبة عمله، قائلاً: «المسؤولية الأساسية للمجلس تتمثل في الإشراف على أداء المرشد والمؤسسات التابعة له. حتى الآن لم يفعل ذلك، ولن يفعل، إذ يتدخل في أي قضية أخرى غير تلك الموكلة إليه». وتطرّق إلى مؤسسة معروفة باسم «سيتاد» تتبع المرشد مباشرة، وأُسِّست أصلاً لإدارة عقارات أفراد مرتبطين بنظام الشاه المخلوع رضا بهلوي وأصولهم، والذين إما غادروا إيران بعد الثورة عام 1979 أو صودرت ممتلكاتهم. وكانت وكالة «رويترز» نشرت تقريراً قبل أشهر أفاد بأن «سيتاد» التي أسسها الإمام الخميني قبل وفاته عام 1989، أُنشِئت لمساعدة الفقراء وقدامى المحاربين، وكان الهدف أن تستمر سنتين فقط. لكنها تحوّلت إمبراطورية عقارية ضخمة يتحكّم بها خامنئي، ويبلغ حجم أعمالها 95 بليون دولار، من خلال استيلاء منهجي على آلاف العقارات وبيعها في مزادات علنية. وسأل مطهري: «هل ناقش (مجلس الخبراء) في أي وقت (وضع) مؤسسة تابعة للمرشد؟ مثلاً، تحوّلت سيتاد كارتيلاً اقتصادياً يشيّد أبراجاً. هل جرى تحقيق في الأمر؟»، ورأى أن عمل مجلس الخبراء لا يمكن أن يقتصر على اختيار المرشد، مشيراً إلى أن من مهماته أيضاً «البحث والتحقيق» في المؤسسات التابعة له. وعلّق رجل الدين أحمد علم الهدى، عضو مجلس الخبراء، على انتقادات مطهري، قائلاً إن «المجلس ليس مشرفاً على أداء المرشد، بل مسؤولاً عن التدقيق في مؤهلات قيادته والتحقّق منها». علم الهدى الذي يكبر مطهري (56 سنة) ب15 سنة، قال ساخراً إن النائب المحافظ كان مجرد «طفل في المدرسة» حين كان يزور والده الراحل آية الله مرتضى مطهري. وكرّر علي مطهري دعوته إلى إطلاق الزعيمين المعارضين مير حسين موسوي ومهدي كروبي الخاضعين لإقامة جبرية منذ عام 2011، مذكّراً بانتقادات تعرّض لها آية الله علي محمد دستغيب، عضو مجلس الخبراء، ومهاجمة مراكز تابعة له بعد دعوته موسوي وكروبي إلى رفع الصوت ضد «تزوير» انتخابات 2009. في غضون ذلك، وافقت وزارة الداخلية الإيرانية على تسجيل حزب سياسي «إصلاحي» جديد، في خطوة هي الأولى منذ سنوات. وأعلن حسين علي أميري، نائب وزير الداخلية، منح ترخيص لحزب «صوت الإيرانيين»، الذي سيضمّ أعضاء في «جبهة المشاركة الإسلامية»، أبرز حزب إصلاحي في إيران قبل حظره بعد الاحتجاجات التي تلت انتخابات الرئاسة عام 2009، وأنصاراً لمير حسين موسوي. ويقود الحزب الجديد صادق خرازي، وهو سفير إيراني سابق لدى فرنسا ومستشار سابق للرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، علماً أن شقيقة لخرازي متزوجة من نجل لخامنئي.