دافع رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني والنائب المحافظ البارز علي مطهري عن زعيم حزب «مؤتلفة» الإسلامي حبيب الله عسكر أولادي، بعد انتقادات وُجِّهت إليه إثر دفاعه عن زعيمي المعارضة مير حسين موسوي ومهدي كروبي الخاضعَين لإقامة جبرية منذ شباط (فبراير) 2011. وكان عسكر أولادي، وهو سياسي مخضرم يُعتبر مقرباً من مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، اعتبر أن موسوي وكروبي «ليسا من الشخصيات التي قادت الفتنة عام 2009، بل من نتاجها»، في إشارة إلى الاضطرابات التي أعقبت انتخابات الرئاسة تلك السنة. وأضاف عسكر أولادي الذي كان وزيراً خلال أول حكومة شكّلها موسوي في ثمانينات القرن الماضي: «عملت سنوات مع شقيقيّ موسوي وكروبي، ولا أعتبرهما مجرمَين». وأشار إلى أنه على «تواصل دائم معهما». لكن انتقادات ساسة ورجال دين لم تتوقف، إذ خاطب رجل الدين أحمد علم الهدى، إمام صلاة الجمعة في مدينة مشهد، عسكر أولادي قائلاً: «لا يمكننا التغاضي عن جرائم الفتنة عام 2009. على عسكر أولادي الإجابة عن سؤال هل ضلال موسوي وكروبي حدث بقصد أو من دونه». أما رجل الدين جعفر شجوني فعَرَضَ وجهة نظر في خضوع موسوي وكروبي لإقامة جبرية منذ 23 شهراً، قائلاً: «إنهما حرّان، إذ إن الدولة تحميهما من غضب الشعب». في المقابل، ذكّر لاريجاني بأن كلام عسكر أولادي ليس جديداً، قائلاً: «هذه الكلمات قالها أيضاً المرشد» علي خامنئي. وأردف: «إذا أقرّ موسوي وكروبي بأخطائهما، لا يمكن أحداً منعهما من العودة إلى الساحة» السياسية. أما مطهري فوجّه رسالة شكر إلى عسكر أولادي، ورد فيها: «ضروري بالنسبة إليّ أن أهنئكم على موقفكم من موسوي وكروبي، واللذين اعتبرتهما متضررَين من الفتنة، لا مسببين لها». وذكّر بأن «المرشد قال قبل حوالى سنتين ونصف السنة شيئاً مشابهاً، بقوله: عندما نقول قادة الفتنة، ذلك يعني العقول المدبرة الأجنبية للفتنة، لا الشخصيات المحلية». وخاطب مطهري عسكر أولادي، قائلاً: «ليس واضحاً سبب استياء بعضهم من تصريحكم». واختتم مطهري رسالته، معتبراً أن «وجهة نظر معارضي (عسكر أولادي) تتمثّل في أولئك الذين جنوا ثمار الثورة، فيما يتحمّلون أدنى جهد ويريدون إخراج الجميع، في استثنائهم، من قطار الثورة». وتابع: «أولئك لا يحترمون روّاد الثورة، ولا يعرفون وربما لا يمكنهم أن يدركوا أن تحدّث عسكر أولادي و(رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام) هاشمي (رفسنجاني) - على رغم وجهتي نظريهما المختلفتين - عن الوحدة والتعاطف والحوار وأن موسوي وكروبي ليسا من الفتنة، ليس لمصلحتهما الخاصة، بل لحرصهما على حماية الإسلام والثورة». إلى ذلك، أكد علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لدى خامنئي، أن المرشد «لم يطلب» منه الترشح لانتخابات الرئاسة المقررة في حزيران (يونيو) المقبل، كما «لا يقدّم توصيات» في هذا الصدد.