اتهم النظام السوري «جبهة النصرة» بقتل 41 شخصاً، بينهم مقاتلون موالون، في قرية علوية في وسط البلاد، مطالباً «الائتلاف الوطني السوري» المعارض والأممالمتحدة بإدانة هذه المجزرة قبل مناقشة هيئة الحكم الانتقالية، في وقت انسحب مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في شكل كامل من مدينة دير الزور في شمال شرقي البلاد بعد مواجهات مع كتائب أخرى معارضة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن 41 قتلوا أول من أمس على «أيدي مقاتلين من كتائب معارضة للنظام السوري بينها كتيبة جند الأقصى، في بلدة معان، من دون أن تكون لديه معلومات عن تفاصيل مقتلهم والطريقة التي قضوا فيها». وأوضح مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن أن عشرة من القتلى ينتمون، على ما يبدو ووفق الصور والمعلومات التي وصلته، إلى عائلة واحدة. وكان «المرصد» أفاد بمقتل عشرين مقاتلاً من «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام في العملية. وأشار أمس إلى وقوع 21 قتيلاً من المدنيين في العملية نفسها. وبثت كتيبة «جند الأقصى» شريط فيديو على موقع «يوتيوب» على الإنترنت حمل عنوان «تحرير قرية معان» وبدا فيه مقاتلون يركضون ويتنقلون على آليات عسكرية في حقل بدت قربه بعض المنازل. ونقلت «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا) عن بيان للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أن «المجزرة المروعة التي ارتكبها إرهابيو «جبهة النصرة» (أول من) أمس بحق المواطنين الآمنين في قرية معان بريف حماة الشمالي راح ضحيتها 41 شهيداً من النساء والأطفال والشيوخ». وقالت قيادة الجيش إن «مثل هذه الأعمال الإرهابية الجبانة لن تمر من دون عقاب، وإن القتلة المجرمين سيدفعون ثمناً باهظاً نتيجة ما اقترفت أيديهم الآثمة. وأكدت القيادة إصرارها «أكثر من أي وقت مضى على متابعة تنفيذ مهامها الدستورية في التصدي للتنظيمات الإرهابية والقضاء عليها وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن». وفي جنيف، وزع وفد النظام إلى المفاوضات مع المعارضة برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم، بياناً جاء فيه: «حضر الوفد منفتحاً على (مناقشة) بيان جنيف بنداً بنداً للوصول إلى حل سياسي بعد الاتفاق على مكافحة الإرهاب، ليتوقف القتل والعنف ضد الشعب السوري... إن الوفد يطالب وفي شكل فوري إدانة واضحة من الأممالمتحدة و (المبعوث الدولي - العربي) الأخضر الإبراهيمي وتفعيل بيان جنيف للوقوف جبهة واحدة ضد الإرهاب». وأضاف البيان، الذي لم توافق عليه الأطراف الأخرى: «أن وقف العنف ومكافحة الإرهاب وإلزام الدول الداعمة بالتوقف عن هذه السياسة، أول بنود يجب الاتفاق عليها لتهيئة الأرضية والمناخ للبدء بالتفاصيل السياسية أياً كانت». وفي شمال شرقي البلاد، انسحب مقاتلو «داعش» من كامل محافظة دير الزور بعد ثلاثة أيام من القتال مع كتائب مسلحة بينها «جبهة النصرة». وقال عبدالرحمن: «انسحبت الدولة الإسلامية في العراق والشام من كامل محافظة دير الزور، إثر هجوم عنيف شنه مقاتلو «جبهة النصرة» وأكثر من عشر كتائب مقاتلة أخرى، على مراكز ومواقع الدولة تلته معارك استغرقت ثلاثة أيام». وأضاف: «أن مقاتلي «الدولة الإسلامية» لم يعودوا موجودين، إلا في منطقة صغيرة حدودية مع محافظة الرقة (شمال) ومتداخلة معها. وأشار إلى أن مقاتلي الكتائب اعتقلوا العشرات من عناصر الدولة الإسلامية»، مشيراً إلى أن الانسحاب تم صباح الاثنين. من جهة ثانية، أفاد «المرصد» بانفجار سيارة مفخخة صباح أمس، قرب حقل الجفرة النفطي في دير الزور، ما تسبب بمقتل خمسة من عناصر «جبهة النصرة» وكتائب أخرى. كما أفاد بمقتل 22 شخصاً بينهم ستة دون سن الثامنة عشرة، الأحد في انفجار سيارة مفخخة في بلدة أبريهة في دير الزور. وأوضح أن «مقاتلاً من جنسية عربية من الدولة الإسلامية كان يقود السيارة»، فجر نفسه فيها، بعد أن أوقفه مقاتل من حرس سوق النفط في أبريهة وطلب منه النزول من السيارة.