تواصلت المواجهات أمس بين فصائل المعارضة السورية وبينها وبين القوات النظامية أيضاً. وفي وقت أفيد أن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) قتل ثمانية من مقاتلي جماعات المعارضة بتفجير سيارة مفخخة في إدلب (شمال غربي سورية)، أعلنت الحكومة السورية أن قواتها تتقدم في اتجاه مدينة حلب (كبرى مدن شمال البلاد) بعد سيطرتها على مدينة النقارين ومناطق محيطة بها. لكن معلومات توافرت أمس أفادت أن فصائل المعارضة تحشد بدورها لشن هجوم بهدف استعادة النقارين. وأصدرت قيادة الجيش السوري بياناً أعلنت فيه «أن قواتنا المسلحة الباسلة بالتعاون مع الدفاع الوطني أحكمت... سيطرتها الكاملة على مناطق النقارين، الزرزور، الطعانة، الصبيحية، المرتفع 53 في الريف الشرقي لمدينة حلب وقضت على أعداد كبيرة من عناصر التنظيمات الإرهابية»، وهو الوصف الذي تُطلقه الحكومة على المعارضة. وجاء في البيان العسكري إن «هذا الإنجاز... يعزز أمن المنطقة المحيطة بمطار حلب الدولي ويمهد الطريق للقضاء على الإرهابيين المرتزقة في ريف حلب الشرقي والشمالي ويحكم السيطرة على المدينة الصناعية والطرق المؤدية من منطقة الباب إلى مدينة حلب». ووزع البيان معلومات عن قتلى لقوات المعارضة في منطقة الزرزور، زاعماً أن بينهم من يحملون جنسيات تركية وليبية وسعودية ويمنية وتونسية ومغربية ومصرية وكويتية. وجاء تقدم القوات النظامية في حلب في ظل احتدام القتال بين عدد من فصائل المعارضة وبين مقاتلي «الدولة الإسلامية» في عاصمة الشمال السوري وفي ريفها. وفي هذا الإطار، أورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «اشتباكات عنيفة دارت (أمس) بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة من جهة أخرى في مدينة جرابلس (في محافظة حلب)، وسط استهداف الكتائب الإسلامية المقاتلة المركز الثقافي الذي تتخذه الدولة الإسلامية مقراً لها بقذائف الهاون». وذكر «المرصد» أن معارضي «داعش» تمكنوا من السيطرة على مبنى السجن في جرابلس وحرروا أكثر من 60 سجيناً كانت تعتقلهم الدولة الإسلامية في العراق والشام لديها. وأشار إلى أن «الدولة الإسلامية» ما زالت تسيطر على 19 قرية وبلدة ومدينة بريف حلب من أبرزها منغ ودير حافر والباب وبزاعة وأعزاز بالإضافة إلى الفوج 46. وذكر «المرصد» أن «الكتائب الإسلامية المقاتلة سيطرت على بلدة بسرطون (في حلب) اثر تظاهرة خرجت في البلدة تطالب بمغادرة الدولة الإسلامية في العراق والشام البلدة». وأورد «المرصد» أيضاً معلومات عن أن «الدولة الإسلامية» أعدمت مقاتلاً من كتائب إسلامية مقاتلة اعتقلته على حاجزها عند دوار تادف، كما أعدمت صاحب متجر لبيع الأسلحة في مدينة الباب بعدما سيطرت عليها الاثنين. وعلى رغم هذه المعارك بين المعارضين أنفسهم، ذكر «المرصد» أن «الكتائب المقاتلة استقدمت تعزيزات عسكرية إلى محيط منطقة النقارين في الجهة الشرقية من مدينة حلب التي تسيطر عليها القوات النظامية في محاولة من الكتائب المقاتلة لاستعادة السيطرة على المنطقة». وفي محافظة إدلب، ارتفع إلى 8 عدد المقاتلين من حركة إسلامية مقاتلة الذين قُتلوا بتفجير ضخم نفّذه مقاتل من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بسيارة مفخخة قبل منتصف ليلة الاثنين - الثلثاء، بحسب ما أورد «المرصد». وذكر المصدر نفسه أن الانفجار وقع «عند حاجز للحركة (الإسلامية) ورتل عسكري للمقاتلين بين قريتي رام حمدان وزردنا»، مشيراً إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود نحو 15 جريحاً معظمهم في حالات خطرة. وفي محافظة دير الزور (شرق)، أشار «المرصد» إلى «اشتباكات عنيفة» بين مقاتلي «جبهة النصرة» وبين القوات النظامية في بلدة عياش بريف دير الزور الغربي، مما أدى إلى مقتل عنصر من «النصرة». أما في محافظة السويداء، فقد وردت أنباء عن مقتل وإصابة عدد من مقاتلي الكتائب المقاتلة اثر وقوعهم في مكمن للقوات النظامية قرب بلدة تل شيهب بريف السويداء. كما وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني الموالية لها ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط قرية المجيمر في ريف السويداء أثناء توجه المقاتلين إلى بلدة تل الجابية بريف درعا، بحسب ما ذكر «المرصد». وفي محافظة الرقة، دارت اشتباكات بين «الدولة الإسلامية» وبين مقاتلي لواء مقاتل مبايع ل «جبهة النصرة» عند دوار الادخار وشركة الكهرباء ومستشفى الطب الحديث بمدينة الرقة. وذكر «المرصد» أن الطرفين استخدما الأسلحة الثقيلة في المواجهات. وأورد ناشطون أمس معلومات عن تعرض مدينة داريا بريف دمشق الجنوبي لقصف بغازات سامة. وذكر «المرصد»، في هذا الإطار، أن مناطق في مدينة داريا تعرضت عند منتصف ليلة الاثنين - الثلثاء لقصف من القوات النظامية، ناقلاً عن ناشطي المعارضة اتهامهم القوات النظامية «بقصفها بالغازات السامة» ما أدى إلى حدوث «حالات اختناق بين المواطنين». وذكرت صفحة «الثورة السورية» على الإنترنت معلومات شبيهة بمعلومات «المرصد». إذ ذكرت أن قوات النظام استخدمت «قنابل تحمل الغازات السامة على الجبهة الشرقية من مدينة داريا، مما أدى إلى ارتقاء ثلاثة شهداء وإصابة عشرة من الثوار باختناق وضيق بالتنفس واختلاج في الصدر». وذكر المكتب الطبي في المجلس المحلي لمدينة داريا أن 13 مصاباً وصلوا إلى المستشفى الميداني في وقت متقدم ليلة الاثنين، لكن ثلاثة منهم ماتوا نتيجة «ضيق التنفس وتأخر وصولهم» للعلاج. وأفادت وكالة «سانا» الحكومية أمس أن الجيش السوري اشتبك مع «مجموعة إرهابية مسلحة حاولت التسلل من منطقة البيادر باتجاه المقبرة في معلولا بريف دمشق» وقتل «جميع أفرادها».