اتسعت المواجهات بين «الجبهة الإسلامية» و «النصرة» من جهة ومقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) من جهة ثانية إلى شمال شرقي سورية، في وقت قُتل عدد من المدنيين بغارات ب «البراميل المتفجرة» على أحياء في حلب شمالاً. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «ارتفع إلى 15 مواطناً بينهم طفل وثلاثة رجال مجهولي الهوية وسيدة وأنباء عن استشهاد 10 مواطنين آخرين، عدد الذين قضوا جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في أحياء الكلاسة ومساكن هنانو ودوار الحيدرية» في حلب، لافتاً إلى أن طائرات مروحية قصفت ب «البراميل المتفجرة دوار بعيدين ومناطق حي الفردوس، ما أدى إلى مقتل خمسة مواطنين بينهم طفل ورجلان مجهولا الهوية بحي الفردوس». كما قصفت طائرات مناطق في بلدتي رتيان والأتارب وقرية جب الصفا في ريف حلب الشرقي. واتهم نشطاء قوات النظام بإغلاق معبر كراج الحجز لليوم الثالث، علماً أن هذا المعبر كان يستخدمه النازحون للهروب من القصف الشديد من قوات النظام على أحياء في حلب. وقال «المرصد»: «استهدفت الكتائب الإسلامية المقاتلة بقذائف الهاون مراكز القوات النظامية في قرية عزيزة وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية. ودارت أمس اشتباكات عنيفة في محيط سجن حلب المركزي بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة بعد شن المعارضة هجوماً جديداً على السجن الذي استعادت قوات النظام أجزاء منه أول من أمس. وأفاد «مركز حلب الإعلامي» أمس، أن نحو عشرين عنصراً من قوات النظام قتلوا في مكمن نصبه مقاتلو «حركة فجر الشام الإسلامية» في منطقة البلورة عند مدخل حي المرجة من الجهة الجنوبية لحلب. إلى ذلك، أفادت «حركة أحرار الشام»، وهي إحدى فصائل «الجبهة الإسلامية»، أن مسؤولين من «داعش» في دير الزور والرقة والحسكة شمال شرقي سورية، اجتمعوا أمس ل «يصدروا حكماً بتكفير الجبهة الإسلامية قيادات وأفراداً». وأشارت إلى أن مقاتلي «داعش» هاجموا مقرات «أحرار الشام» في الحسكة و «يغتصبون السلاح والمقدرات ويأسرون المجاهدين ويكرهونهم على إعطاء البيعة لجماعتهم، على الرغم من أن الأحرار هم الأقدم وجوداً وعملاً والأكثر تأثيراً». وزادت أن هذا جاء بعد اتفاق بين الفصيلين على «عدم الاقتتال والتركيز على محاربة النظام (السوري) وأحلافه في المنطقة»، قبل أن تقول «أحرار الشام» إنها تعتبر الاتفاق لاغياً، وإن تنظيم «داعش» هو «جماعة غدر وخيانة قد خفرت الذمة ونقضت العهد». وفي دير الزور، أعلنت «النصرة» في بيان: «على رغم وصول معركة المدينة إلى هذه المرحلة الحساسة التي لا تتحمل أي أخطاء، ازداد العبء على كاهل مجاهدي جبهة النصرة في دير الزور لسد الثغرات التي خلفتها الانسحابات الأخيرة للعديد من الفصائل، نظرًا للانشغال بفتنة الاقتتال الداخلي، وفي خضم كل هذه الملاحم العظام فجعتنا جماعة الدولة الإسلامية في دير الزور بالسطو على بعض المنشآت الحيوية التي كانت تحت يدي الهيئة الشرعية في المنطقة الشرقية، لتقطع بذلك طرق الإمداد لجنود الإسلام المرابطين داخل المدينة وتفصلهم عن عمقهم الاستراتيجي في محافظة دير الزور، وتشمل كلاًّ من حقل النفط «كونيكو» و «مطاحن العشرة كيلو» ومقرات أخرى». وتحدثت «النصرة» عن انتهاكات لمقاتلي «داعش»، بينها سرقة أميرهم مبلغ خمسة ملايين دولار أميركي و «مكافأته (من قيادة داعش) بتعيينه والياً على دير الزور»، إضافة إلى استيلاء التنظيم على مقرات «النصرة» في مدينة الشدادي في الحسكة. وقالت: «نكرِّر دعوتنا لقيادة جماعة الدولة بأن يوقفوا جنودهم عن العبث والبغي بغير وجه حق، وإلا فإنَّ لدينا رجال عركتهم المصائب والمحن، تركوا الراحة والدعة، ومضوا يقيمون في الأرض منار الحق والعدل، وهم أجدر بردع عدوانكم ودفع ظلمكم بإذن الله». وفي الرقة، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «جبهة النصرة» و «حركة احرار الشام الإسلامية» من جهة، وبين مقاتلي «الدولة الإسلامية» شرق منجم بلدة معدان الواقع بين محافظتي دير الزور والرقة. وتحدث «المرصد» عن «مصرع أكثر من 10 مقاتلين من الدولة الإسلامية في العراق والشام وإعطاب عدة آليات لهم».