أعلن «لواء عاصفة الشمال» التابع ل «الجيش السوري الحر» أمس «الحرب» على مقاتلي «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) في جميع مناطق ريف حلب شمال البلاد، في وقت سجل أول ظهور علني ل «أمير» من «جبهة النصرة» قرب حدود الاردن، مع تردد معلومات عن «توبيخ» قائد «النصرة» أبو محمد الجولاني عناصره على تهاونهم مع مقاتلي «داعش» في شمال شرقي البلاد. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان 11 شخصاً قتلوا بقصف للطيران الحربي على مناطق في بلدة الحاضر في ريف حلب الجنوبي وان الطيران قصف أيضاً منطقة البويبية في حلب، لافتاً الى ان مقاتلين من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» هاجموا قريتي جلمة وسلورة التابعتين لناحية جنديرس في ريف مدينة عفرين، ما أدى الى اشتباكات مع مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردي، بالتزامن مع قصف من مقاتلي «الدولة الإسلامية» بقذائف الهاون قرية المحمدية التابعة لبلدة آطمة قرب حدود تركيا. وأعلن «لواء عاصفة الشمال» الحرب على «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في مدينة اعزاز وجميع مناطق ريف حلب. ودعا في بيان صدر باسم «غرفة عمليات معركة النهروان» كلَ «من غُرر به إلى التوبة، والعودة رشده والانعزال عن تلك الفرقة»، متوعداً ب «الحرب على كل من لم يتبرأ منهم، وخص بالذكر من يُدعون «الأنصار» ممن وصفهم بشبيحة اعزاز وخوارجه». وكانت «الدولة الاسلامية» أصدرت بياناً دعت فيه مقاتلي «لواء عاصفة الشمال» إلى «تسليم أسلحتهم والتوبة» خلال مهلة تنتهي مساء اليوم ل «إظهار حسن نياتها»، في وقت اصدر «لواء عاصفة الشمال» بياناً دعا فيه مقاتلي «الدولة الإسلامية» الى «الانعزال عن الفرقة الضالة الباغية» التي تركت بحسب البيان «قتال الكافرين في نبل والزهراء وجبهات حلب الأخرى، وهاجمت المجاهدين في إعزاز وجبهة النصرة في الحسكة وحركة أحرار الشام في إدلب وفي مناطق أخرى». وحصلت اشتباكات بين «داعش» و»عاصفة الشمال» في اعزاز قبل ايام، انتهت بتدخل وسطاء لضبط التوتر بينهما مع تقاسم مناطق النفوذ داخل المدينة الواقعة قرب الحدود التركية. وأفاد قيادي في «الجيش الحر» ان الجولاني «وبّخ مقاتليه في المناطق الشرقية، منتقداً أداءهم المتراخي في المنطقة وتهاونهم في السيطرة على المناطق الريفية في دير الزور، في الوقت الذي تمتد سيطرة الدولة الاسلامية في هذه المناطق». وافاد موقع «زمان الوصل» ان الجولاني زار بلدة الشحيل في ريف دير الزور في بداية الشهر الجاري، وأكد لمقاتليه ضرورة «التشدد في كل النواحي القتالية والسلوكية والدينية»، محذراً من «أي تراخ أو تهاون في هذا الأمر». وكان مقاتلو «داعش» هاجموا مخازن سلاح تابعة ل «النصرة» في الشدادي في شمال شرقي البلاد. وقالت مصادر أمس ان مقاتلي «الدولة الاسلامية» اقتحموا أيضاً مخازن سلاح تابعة ل «لواء احفاد الرسول» في دير الزور وصادروا محتوياتها من عتاد وذخيرة، فيما تجنب لواء «أحفاد الرسول» التصعيد مع «الدولة» والدخول في مواجهات، ملتزماً الصمت. وكان مقاتلو «الدولة» اقتحموا مقر «احفاد الرسول» في الرقة قرب دير الزور. وقال «زمان الوصل» إن مصادرة «داعش» السلاح «جاءت في توقيت مريب حيث كانت مقاتلو الجيش الحر يقاتلون قوات النظام (السوري) في المنطقة الصناعية ومحيط المطار في دير الزور». وفي جنوب البلاد، سجل أمس اول ظهور علني ل «أمير» في «النصرة»، اذ بث تلفزيون «الجيش الحر» مقابلة مع «أبو أنس» الذي تحدث عن سيطرة مقاتليه على منطقة الجمرك قرب حدود الاردن. وقال ان العملية جاءت بعد تخطيط طويل وبمشاركة مقاتلين من كتائب اسلامية اخرى تابعة ل «الجيش الحر» ل «تخليص المسلمين من هذا الظلم والعدوان. ونعدكم ان يكون (موقع) الجمرك منتهياً وان يكون الطريق بين المنطقتين الغربية والشرقية (في درعا) في امان». واضاف «أبو أنس» إن «جبهة النصرة مستعدة للتعاون مع جميع من يقاتلون لنصرة المظلوم وإعلاء كلمة الله». وانها «عازمة على فتح الطرقات بين المناطق، وإنهاء حالة تقطيع الأوصال التي قامت بها قوات النظام، فحجزت البلدات والمدن عن بعضها». الى ذلك، أعلن «المرصد السوري» ان سيارة مفخخة «انفجرت قرب مسجد خالد بن الوليد في رنكوس» قرب دمشق التي تقطنها غالبية سنّية متعاطفة مع المعارضة، مشيراً الى مقتل «ثلاثين شخصاً على الاقل وجرح العشرات». وأوردت «تنسيقية رنكوس للثورة السورية» على صفحتها على موقع «فايسبوك» ان سيارة انفجرت «قرب جامع السهل أثناء خروج المصلين بعد صلاة الجمعة». وطلبت من «الأهالي في البلدة عدم التجمع» في مكان الانفجار على الارجح خوفا من انفجارات او اخرى او لعدم اعاقة عمليات الانقاذ. فيما قالت المعارضة ان الضحايا سقطوا نتيجة قصف جوي. ووقع الانفجار عند اطراف البلدة في منطقة معروفة بمنطقة السهل. وتقع رنكوس على بعد حوالى ثلاثين كيلومتراً من دمشق، في منطقة القلمون التي يسيطر مقاتلو المعارضة على معظمها. وقال «المرصد» ان قوات النظام قصفت مناطق في سهل رنكوس بعد ظهر أمس. وتعرضت الجهة الغربية من مدينة داريا جنوب غربي دمشق ومنطقة ريما في القلمون لقصف من القوات النظامية وسط اشتباكات من جهة الطريق الدولي بين دمشق وحمص في وسط البلاد، فيما نفذت القوات النظامية حملة دهم واعتقال عشوائي في مزارع على طريق سرايا الصراع قرب بلدة جديدة عرطوز طاولت عدداً من المواطنين.