شنت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة، سامانثا باور، هجوما حاداً على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، واتهمته بالتلكؤ في ما يتعلق بنقل الأسلحة الكيماوية لاخراجها من الأراضي السورية. وقالت السفيرة باور للصحافيين، عقب المشاورات المغلقة التي عقدها مجلس الأمن حول سورية، إنه يتعين على نظام الأسد اتخاذ خطوات عاجلة للإسراع بتنفيذ برنامج التخلص من ترسانته الكيماوية، محذرة من ان التأخر في نقل هذه المواد إلى الخارج قد يؤدي إلى إمكان استخدامها مرة أخرى من قبل دمشق أو وقوعها في أيدي الجماعات "الإرهابية". وأضافت "نعلم ان لدى النظام المقدرة على نقل هذه الأسلحة والمواد، لأنهم نقلوها مرات عدة على مدى هذا الصراع"، داعية "حكومة الأسد لوقف هذا التلكؤ وإنشاء خطة للنقل والتمسك بها". وحثت باور "كل الدول الأعضاء التي لها تأثير على النظام، على إقناعه بضرورة الإسراع بالمضي قدماً في مرحلة النقل". ورداً على سؤال حول الاتفاق الذي تم الإعلان عنه امس بخصوص السماح بخروج المدنيين السوريين المحاصرين من مدينة حمص القديمة، قالت السفيرة الأميركية "لدينا سبب مبني على التاريخ، لأن نشكك جداً بهذا الأمر، وبصراحة نشعر بقلق بالغ إزاء أي شخص يقع في أيدي النظام". وأضافت "لقد لاحظنا أنه في المعضمية حيث اجريت عملية الإجلاء قبل فترة ليست بالطويلة، قبل أسابيع عدة، ثمة رجالاً تم إجلاؤهم كجزء من عملية رسمية، ولم يسمع عنهم منذ ذلك الحين". وأكدت باور، أن السفن الأميركية في طريقها الآن إلى البحر المتوسط، وقالت إن أي تأخير في تنفيذ برنامج التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية لا ينبغي أن يتم تبريره بتأخر وصول السفن الأميركية، وإنما هو نتيجة تأخر نظام الأسد في نقل ترسانته الكيماوية كما هو مخطط له. وكانت منسقة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في سورية، سيغريد كاخ، قالت للصحافيين بعد الإفادة التي قدمتها لأعضاء مجلس الأمن، ان "كل المعدات والمتطلبات موجودة في سورية وهناك توقع بالتحرك العاجل السالم والآمن مع الأخذ في الاعتبار الأوضاع الأمنية المتقلبة وغير المستقرة". وأشارت إلى انها ستعود إلى سورية "في نهاية الأسبوع وأتطلع إلى الحوار المتواصل مع النظراء والعمل مع فريق البعثة لضمان فعل كل شيء في ما يتعلق بالتحقق والتفتيش واستمرار التدمير". ورداً على سؤال حول ما إذا كانت سورية تتعمد إبطاء وتعطيل عملية نقل مواد الأسلحة الكيماوية، قالت كاخ "لا، لا أعتقد ذلك فهناك تعاون وتطبيق وتوقعات كما أن التأخير ليس مستعصياً ولكن هناك سبب ومنطق وسياق". وأضافت "نحن نعمل في الوقت الراهن مع نظرائنا في كثير من الأمور وأحد الأمثلة على ذلك هو توقيع اتفاق وضع البعثة، وكذلك مذكرة التفاهم الخاصة بالإجلاء الطبي". وأعربت عن اعتقادها بإمكانية الوفاء بالموعد النهائي المحدد في حزيران/ يونيو المقبل لإزالة كل تلك المواد من البلاد. وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات استمع خلالها إلى إفادة من كاخ. وبعد المشاورات قالت ريموندا ميرموكينا، سفيرة ليثوانيا، التي تترأس المجلس للشهر الجاري، إن كاخ أبلغت المجلس بإزالة كميات محدودة من مواد الأسلحة الكيماوية الشهر الماضي ونقلها من ميناء اللاذقية على متن سفن نروجية ودانماركية. وأضافت ميرموكينا "أحيط الأعضاء علما بالقلق المتزايد إزاء الوتيرة البطيئة لإزالة الأسلحة الكيماوية من الأراضي السورية في ما يتعلق بقرار المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية بما يؤخر الجهود عن الجدول الزمني المحدد". وأشارت إلى ان أعضاء المجلس دعوا سورية "إلى الإسراع بالعمل للوفاء بالتزاماتها لتنقل، بصورة ممنهجة وعاجلة، كل المواد الكيماوية ذات الصلة إلى اللاذقية لإزالتها من الأراضي السورية". وحث الأعضاء سورية على تكثيف جهودها للإسراع بنقل مواد الأسلحة الكيماوية من داخل أراضيها، مشيرين إلى تقييم الأمين العام والبعثة المشتركة المتعلق بامتلاك السلطات السورية المقدرة الكافية للقيام بعمليات نقل برية متعددة لضمان الإزالة العاجلة لتلك المواد.