أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية امس ضرورة تسريع وتيرة اخراج الأسلحة الكيماوية من سورية بعد تأكد انه لم يتم نقل سوى اقل من خمسة بالمئة من الأسلحة الأكثر خطورة حتى الآن. ونقل بيان نشر امس عن المدير العام للمنظمة احمد اوجومجو قوله خلال اجتماع لمجلسها التنفيذي الخميس انه «يجب بالتأكيد تسريع وتيرة العملية». وقال مصدر قريب من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ان مسألة التأخير في نقل الأسلحة السورية سببت انقساماً بين الوفود التي حضرت الخميس اجتماع المجلس التنفيذي التي لم تتمكن من تبني نص رسمي. ويريد الغربيون تبني موقف صارم بينما يرغب الروس والصينيون في موقف اكثر ليونة حيال دمشق. وسيبحث المجلس هذه المسألة مجدداً في اجتماعه المقبل في 21 الشهر الجاري. وقال اوجومجو: «يجب ايجاد سبل لضمان استمرارية عمليات النقل وإمكانية التخطيط لها مسبقاً». وكانت مصادر مقربة من منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أفادت الأربعاء بأن سورية لم تنقل الى خارج أراضيها سوى اقل من 5 بالمئة من ترسانتها الكيماوية الأكثر خطورة، مؤكدة انه سيطلب من دمشق العمل بسرعة اكبر. وغادرت شحنتان فقط من العناصر الكيماوية سورية في السابع وفي السابع والعشرين من الشهر الماضي، عبر مرفأ اللاذقية (غرب سورية) بهدف تدميرها في البحر، وهو ما يمثل وفق واشنطن حوالى اربعة بالمئة مما كان ينبغي نقله بحلول 31 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. ووفق خطة اتلاف الأسلحة الكيماوية السورية التي اقرتها الأممالمتحدة، كان يتعين على سورية ان تنقل الى خارج اراضيها في 31 كانون الأول الماضي ال 700 طن من العناصر الكيماوية الأكثر خطورة التي اعلنت عنها دمشق وخصوصاً العناصر التي تدخل في تركيب غاز الخردل وغاز السارين. كما يترتب على سورية بموجب الخطة تسليم 500 طن اضافي من العناصر الكيماوية من «الفئة الثانية» بحلول 5 شباط (فبراير) الجاري. وتنص خطة ازالة الأسلحة الكيماوية السورية على تدمير كامل الترسانة السورية بحلول 30 حزيران (يونيو) 2014. وأقرت هذه الخطة على اثر اتفاق أميركي - روسي سمح بتجنب توجيه ضربات عسكرية الى نظام الرئيس بشار الأسد. وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية دعت في الثامن من الشهر الماضي النظام السوري الى تكثيف جهوده بعدما تأخرت دمشق في اجلاء عناصر كيماوية من الأخطر خارج اراضيها. وفي تقرير يحمل تاريخ 23 كانون الثاني (يناير)، قال اوجومجو انه هو والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون متفقان على القول انه «من الضروري تسريع عملية الإجلاء». وعبرت الولاياتالمتحدة مساء الخميس عن قلقها بشأن تأخر سورية في نقل اسلحتها الكيماوية وأكدت ضرورة ان تحل دمشق المشكلة. وقال وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل للصحافيين في وارسو: «لا اعرف ما هي دوافع الحكومة السورية -وما اذا كان ذلك ناجماً عن عجز- او اسباب تأخرهم في تسليم تلك المواد»، مضيفاً ان «عليهم معالجة ذلك». وقال هيغل في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البولندي توماش سيمونياك ان «الولاياتالمتحدة قلقة لتأخر الحكومة السورية في تسليم الأسلحة الكيماوية في الوقت المحدد». وأكد ان على «الحكومة السورية تحمل المسؤولية واحترام الالتزام الذي وقعته». وأضاف انه أثار تلك القضية مع نظيره الروسي سيرغي شويغو الأربعاء وطلب منه «القيام بما في وسعه للتأثير في الحكومة السورية». وفي واشنطن، دعا البيت الأبيض النظام السوري الى الوفاء بالتزامه تسليم الأسلحة الكيماوية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني «ان مسؤولية نظام الأسد تستوجب عليه نقل هذه الأسلحة الكيماوية بأمان لتسهيل التخلص منها». وأضاف: «نتوقع منهم الوفاء بالتزاماتهم». وكان رئيس الوفد الأميركي في المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية روبرت ميكولاك اتهم الخميس سورية بالتباطؤ في نقل الأسلحة. وقال انه «لم ينقل شيء تقريباً من الأسلحة الكيماوية الرئيسية والحكومة السورية لن تلتزم برنامجاً محدداً لإزالتها». ورفض التبريرات التي ذكرتها سورية التي قالت ان التأخير ناجم عن مخاوف امنية وأصرت على الحصول على مزيد المعدات مثل اغطية مصفحة للحاويات وأدوات الكترونية للقياس وأجهزة لرصد العبوات الناسفة يدوية الصنع. وقال ميكولاك في بيان انه «لا حاجة لمعدات اضافية تطلبها سورية من جل نقل آمن للمواد الكيماوية الى اللاذقية». وأضاف ان «هذه الطلبات لا مبرر لها وتكشف عن عقلية مساومة اكثر منها عقلية امن». ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن ديبلوماسي روسي قوله:»إن الحكومة السورية تعمل «بصدق» للقضاء على أسلحتها الكيماوية وإنه لا توجد حاجة لزيادة الضغط على دمشق رغم تأخيرات». ونقلت «انترفاكس» عن الديبلوماسي ميخائيل اوليانوف قوله بعد اتهام واشنطندمشق بالتلكؤ: «نرى أن السوريين يتعاملون مع الوفاء بالتزاماتهم بجدية وبصدق».