لكل منا مشاعر مختلفة عن الآخر ورأي مختلف أيضاً، وربما يصبح مطابقاً للآخر حول أي أمر ما، ولكل منا الحق أيضاً في التعبير عن رأيه ومشاعره بكل سهولة، وأن يجد من يسمع ويصغي إليه حتى لا تكبت مشاعره في داخله، ويصبح شخصية ضعيفة، لا يستطيع التعبير عن نفسه، ولا يواجه الآخرين، وربما قد يسبب ذلك له مشكلات نفسية أو اجتماعية في ما بعد. تقول عريب داود (10 أعوام): «أعبر عن مشاعري ورأيي في المنزل والمدرسة بسهولة، وأكثر من يسمع لي من دون أن يقاطعني حين أتكلم والداي، أقرب من في المنزل لي شقيقتي ريما، مع أنها أكبر مني، إلا أني أحب أن أقضي غالب وقتي معها، لأنها تساعدني وتوجهني للصواب، وأحب أيضاً صديقتي ريما، لأنها تعتبر الأقرب مني منذ أن تعرفت عليها، حينما كنت في الصف الثالث، فأصبحنا نتشابه في أمور كثيرة»، تتمنى عريب أن تضع في المدرسة صندوقاً، ويضعن الطالبات فيه أوراقاً يكتبن فيها آراءهم، ومن ثم تقوم المدرسة أو المسؤولة بقراءتها وتطبيق الأمور المفيدة والمتكررة من غالبية الطالبات. ينزعج قليلاً عمر محمد (11 عاماً)، حينما يقوم إخوته أحياناً بمقاطعته أثناء حديثه، ويحب أن يخبر والديه عن مشاعره ورأيه وأي أمر يجول في داخله، يقول: «أحب صديقي رامي، لأنه يلعب معي ومقارب لتفكيري، ونشترك في الأمور التي نحبها ونكرهها، ويوافقني في رأيي دايماً، ويجب على الطفل أن يجعل من نفسه شخصية قوية بثقته بنفسه، وأن يعبر عن رأيه حتى يستطيع توصيل ما يريده للآخرين، وأتمنى أن تكون هناك حصص في المدرسة، ليعبر الأطفال عن مشاعرهم وآرائهم». خالد الزير (10 أعوام): «أحياناً أعبر عن رأيي في المنزل، وأنزعج عندما يقاطعوني إخوتي، لأنه لا بد عليهم أن يستمعون إلي، وأفضل صديقي سامي، لأننا نلعب سوياً، ونخبر بعضنا البعض عن آرائنا ومشاعرنا، وأحاول دائماً أن أجعل شخصيتي قوية، بالأ أخاف من أي أمر، وأن أكون شجاعاً حتى أستطيع التعبير عن مشاعري بكل سهولة، وهذا ما يجب على الأطفال أن يفعلوه»، يضيف بأنه يتضايق كثيراً حينما يرى الأهل يصرخون على أطفالهم، ولا يسمحون لهم بالتعبير عن مشاعرهم. يارا محسن (12 عاماً): «يقاطعني إخوتي أثناء حديثي، ويزعجني أحياناً هذا التصرف إلا أني اعتدت عليه، وأحب صديقتي يسرى، لأنها تساعدني دائماً، ونقضي أوقاتاً رائعة في المدرسة، وأعتبرها كشقيقتي لي، لأنه لا توجد لدي شقيقات، أنزعج أحياناً من معاملة الأهل بالصراخ علينا، فأتمنى أن يستبدلوا أسلوب العنف باللطف واللين، حتى وإن أخطأنا، وأتمنى أيضاً أن يشعرونا بأننا كبار، نستطيع الفهم والتعبير، ولا يفرضون رأيهم علينا، كما يجب على الأطفال قول ما بداخلهم والدفاع عن حقهم، حينما يخطأ أي شخص عليهم حتى لا تكون شخصيتهم ضعيفة». سعود البكر (11 عاماً): «لا أنزعج حينما يقاطعني أهلي أثناء حديثي، إلا أنني أفضل عدم مقاطعتهم لي، وأعتبر شقيقتي نورة وصديقي سعد من الأشخاص الأقرب لي، لأني أقضي معظم وقتي معهما، هناك بعض التصرفات يفعلها الأهل لأطفالهم، أتمنى أن أستطيع تغيرها كعدم استماعهم لهم، وإلا يلبون لهم حاجاتهم»، ينصح الأطفال بالتعبير عن رأيهم ومشاعرهم للأشخاص الذين يحبون ولا يغضبون على أي أمر، ويحاولون تمالك أنفسهم حتى تكون شخصيتهم قوية. تقول الشقيقتان رنا وندى إيهاب: «لا نحب استعمال الأهل أسلوب العنف عند تعليم الأطفال، لأنه أسلوب سيء وغير حضاري، ويجب أن نثق بأنفسنا، ولا نتردد ونخاف، حتى تكون شخصيتنا قوية، ونعبر عن رأينا، حتى وإن كنا أشخاص خجولون، كأن نكتب رأينا في ورقة أو رسالة ونريها والدينا أو أي شخص نريد أن نخبره برأينا»، ويضيف والدهم: «لا بد أن اجعل أطفالي، يعبرون عن رأيهم، ويختارون ما يريدون مع توجيهي، حتى أجعل شخصيتهم قوية، ولا بد على الأهل أن يستمعوا لأطفالهم، ولا يكتمون مشاعرهم، حتى لا تسبب لهم مشكلات».