على رغم الظروف الصحية الصعبة التي يعيشها مصطفى وشقيقه رضا، وهما مكفوفان، إلا أن الابتسامة لا تفارق محياهما، فهما يحرصان على تقديم واجب الضيافة لكل من يدخل منزلهما. ويضاف إلى الظروف الصحية الحالة المادية الصعبة أيضاً، إذ يسكن الشقيقان وأسرتهما في منزل شعبي قديم في أحد أحياء مدينة الهفوف في محافظة الأحساء. ومع مرور الأيام زاد مصروف مصطفى وقرر القيام بإصلاح الدراجات الهوائية، على رغم إصابته بالعمى، ويقوم عدد من أبناء الحي بجلب الدارجات له، لإصلاحها، في مقابل مبلغ «بسيط» يساعده على تحصيل مصروفه اليومي. ويؤكد مصطفى أنه احترف مهنة إصلاح الدراجات الهوائية منذ سنوات «تعلمتها مع شقيقي لنتمكن من الاعتماد على أنفسنا بشكل أكبر». كما لم يَحُلْ فقدانه البصر دون لعب كرة الهدف، في ثانوية المبرز مع زملائه المكفوفين، ولكن عدم توافر وسيلة مواصلات جعله ينقطع عن هوايته المحببة وعن مواصلة الدراسة. ويكتفي الكفيف مصطفى بالدراسة في متوسطة خالد بن الوليد، وإصلاح الدراجات فقط، ولكنه يتمنى أن يحصل على مساعدة تعينه على شراء سيارة تنقله مع شقيقه الكفيف إلى المدرسة، بل إن وجود عدد من الأبناء، ومنهم من هو معوق وكفيف في حاجة إلى وجود عاملة منزلية. والدة مصطفى أوجعتها الأحزان منذ سنوات، فعلاوة على الوضع الصحي لابنيها، هي ما زالت تبكي فراق ابنتها التي راحت في حادثة حريق قبل أعوام أمام عينيها، وكانت «صدمة كبيرة» لها لم تنسها وتتذكرها كل يوم، حين تشاهد ملابسها وغرفتها، فيما يتمنى الأخ الأكبر أن تمتد لهم يد المساعدة لتجاوز الظروف الصعبة التي يعيشونها منذ أعوام عدة». ويوضح شقيق المكفوفين بالقول: «إعاقة شقيقيَّ زادت من أوجاع والدتي، فهما في عمر الزهور، وقد فقدا بصرهما، فمصطفى فقد بصره بسبب ضربة في عينه أدت إلى تجمع ماء أزرق فيها، وبعدها فقد البصر، أما رضا ففقد بصره منذ ولادته». وأضاف: «ننام في غرفة واحدة لأنه لا يوجد لدينا سوى مكيف وحيد في المنزل، ولعدم مقدرتنا على شراء آخر، بسبب ضيق ذات اليد، والديون المتراكمة على والدنا».