المبتعثون من ذوي الاحتياجات الخاصة مواطنون عليهم واجبات ولهم حقوق. ويجب أن ننظر لهم نظرة عادلة بأنهم مواطنون يحتاجون لرعاية خاصة، خاصة أنهم يعيشون بعيداً عن الوطن والأهل من أجل العلاج والتحصيل العلمي معاً. وما غربة المبتعث الكفيف وتحمّله عناء السفر خارج المملكة إلا نتيجة عدم توافر المؤسسات التعليمية والصحية المتخصّصة القادرة على التعامل مع حالاتهم في المملكة. المبتعثون من ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة لمن يرافقهم طيلة العلاج والبعثة الدراسية؛ لأنهم بحاجة لمن يُساعدهم في التنقل والمواصلات والمحاضرات وزيارة المراكز الطبية المتخصصة. إن شروط مرافقة المبتعث من ذوي الاحتياجات الخاصة تقتصر على توافر زوجته. المبتعث الكفيف البصر أشد حاجة برعاية الدولة من غيره من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ لأنه ففد أهم نِعم الحواس الخمس بالرغم من قدرته على الحركة.والمبتعث الكفيف البصر أشد حاجة لرعاية الدولة من غيره من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ لأنه فقد أهم نِعم الحواس الخمس بالرغم من قدرته على الحركة.. وإن وجود مؤسسات تعليمية متخصّصة في تعليم الكفيف البصر حاجة عاجلة غير آجلة فليس للكفيف غير أهله ووطنه للاهتمام به وتلبية احتياجاته اليومية القربية والبعيدة عنه.. فنعمة البصر لا تعوّضها نعمة أخرى. ولقد جاءت فكرة كلية الامير سلطان للمكفوفين بعد معاناة مواطن كفيف في الحصول على حقه في التعليم في مؤسسة وطنية بين أهله وذويه.. فقد جاءت الفكرة على يد المواطنة خديجة عجاج بعد بحثها عن جامعة سعودية يتوافر فيها تعليم المكفوفين ليلتحق بها أخوها فلم تجد خياراً سوى الحصول على بعثة دراسية إلى الولاياتالمتحدة. والفضل يعود لله، ثم لأخته المواطنة خديجة التي فتحت باب الأمل والاهتمام والمبادرة لإنشاء وتمويل الكلية الخاصة بالمكفوفين من الراحل الامير سلطان بن عبدالعزيز «رحمه الله». واليوم صاحبة الفكرة خديجة عجاج بصحبة أخيها الكفيف مرافقة له على حسابها الخاص؛ لأن شروط المرافقة لأخيها لا تنطبق عليها، وذلك حسب لوائح الملحقية الثقافية، حيث تنظبق على الزوجة فقط. والحقيقة أن شقيقها الكفيف غير متزوج لتصحبه زوجته في الابتعاث. إن شروط مرافقة المبتعث الكفيف وغيره من ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة لإعادة النظر ليصبح المرافق أحد أقاربه من الذكور والإناث، الراغب أو الراغبة في رعايته وتسهيل الحياة أمامه لينجح في تحصيله العلمي. الخلاصة أن الكثير من اللوائح والأنظمة القديمة بحاجة لتطويرها لتواكب الظروف الصحية والاقتصادية للمبتعث الكفيف بصفة خاصة وذوي الاحتياجات الخاصة بصفة عامة. جامعة الملك فهد للبترول والمعادن [email protected]