رشّح الرئيس الأميركي باراك أوباما الأميرال في البحرية مايكل روجرز، مديراً لوكالة الأمن القومي الأميركي التي تواجه انتقادات بسبب تجسّسها في الولاياتالمتحدة وعلى دول حليفة. وقال وزير الدفاع الاميركي تشاك هاغل: «هذه مرحلة حساسة بالنسبة الى وكالة الامن القومي، والاميرال روجرز يجلب كفاءات فذة وفريدة الى هذا المنصب، فيما تواصل الوكالة مهمتها الاساسية وتنفّذ إصلاحات الرئيس أوباما». وأكد ثقته بأن «الأميرال روجرز يتحلّى بالحكمة اللازمة ليوازن بين متطلبات الأمن وحماية الحياة الخاصة والحرية في العصر الرقمي». وأوصى هاغل بتعيين روجرز (53 سنة) الذي يحتاج الى موافقة مجلس الشيوخ، ليخلف الجنرال كيث ألكسندر الذي يرأس الوكالة منذ العام 2005، ويُرجّح ان يتقاعد في آذار (مارس) أو نيسان (أبريل) المقبلين. ويتولى روجرز الآن قيادة الأسطول الاميركي الالكتروني الذي يشرف على نشاطات اختصاصيي الحرب الالكترونية في البحرية الاميركية. كما عمل 30 سنة في مجال التشفير و «إشارات الاستخبارات». وروجرز المتمرس في فك الشيفرات والحرب الرقمية، سيكون تحت الأضواء في مواجهته قضايا الحريات المدنية والخصوصية. ويُتوقع ان تهيمن قضايا تجسس وكالة الامن القومي، على جلسات الاستماع إليه في الكونغرس للمصادقة على ترشحيه للمنصب. ومثل ألكسندر، لن يتولّى روجرز قيادة وكالة الامن القومي فقط، بل سيكون أيضاً رئيس القيادة العسكرية الالكترونية المكلفة ضمان أمن معلومات الجيش، علماً أن مسؤولين كانوا طالبوا بتعيين شخصين مختلفين في المنصبين. لكن أوباما أصرّ على إبقائهما في يدي شخص واحد. كما رفض أوباما تعيين مدني على رأس وكالة الأمن القومي، لكن وزارة الدفاع الاميركية أعلنت ان النائب الجديد لروجرز سيكون ريتشارد ليغيت، ما يجعله أبرز مسؤول مدني في الوزارة يعمل قائداً للعمليات. وكان ليغيت تولى ادارة الفريق المكلف المتابعة الاعلامية لتسريبات المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن الفار في روسيا. في السياق ذاته، أعلنت الادارة الاميركية ان وزير الخارجية البرازيلي لويز ألبرتو فيغيريدو ناقش في البيت الابيض تجسس الولاياتالمتحدة، مع مستشارة الأمن القومي سوزان رايس التي «عرضت نتائج التقرير حول نشاطات مراقبة المعطيات والاصلاحات التي أعلنها أوباما» الشهر الماضي. وكانت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف ألغت زيارة دولة لواشنطن في تشرين الاول (أكتوبر) الماضي، بعدما أظهرت تسريبات سنودن تجسس واشنطن على البرازيل. أميركا – ألمانيا في غضون ذلك، شدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد لقائه أمس المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ونظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، على أن الإدارة الأميركية ترى «أولوية» لعلاقاتها مع برلين، مؤكداً أنها ستبذل قصارى جهدها لتبديد التوتر بين البلدين، بعد تنصت الاستخبارات الأميركية على هاتف مركل وساسة ألمان. واستدرك أن ثمة «ضرورة لأن تتفهم الدول الصديقة الانعكاسات التي تركتها هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001» على الولاياتالمتحدة، والهاجس الأمني المستمر فيها. واتفق كيري مع قول شتاينماير إن الخلافات بين الجانبين «لن تدمّر علاقاتنا وصداقتنا، وسنتمكن من استعادة الثقة التي فُقدت في نقاط محددة». وحضّ شتاينماير الولاياتالمتحدة على «ضرورة التوازن بين الحرية ومتطلبات الأمن». ورجّح مراقبون ألمان أن تدشّن الزيارة الأولى لكيري إلى ألمانيا بعد أزمة التنصت «مرحلة تقليل الأضرار في علاقات البلدين، وتجاوز مطالبة برلينواشنطن إبرام اتفاق يمنع تجسسها على ألمانيا». الى ذلك، أعلنت شركة «ياهو» الاميركية انها رصدت «جهوداً منسقة لاختراق» حسابات بريد إلكترونية (ياهو ميل)، باستخدام برنامج كومبيوتر خبيث.