برلين، مدريد – أ ف ب، رويترز، يو بي آي - بعد ستة أيام على انفجارها، لم تهدأ عاصفة تنصت الإدارة الأميركية على المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، مع نفي واشنطن تقارير نقلتها صحف ألمانية عن علم الرئيس باراك أوباما بالأمر منذ عام 2010. كما دافع أعضاء في الكونغرس عن برنامج التنصت، مؤكدين «إنقاذه حياة آلاف في فرنساوألمانيا وحول أوروبا». وقال النائب الجمهوري والرئيس السابق للجنة الأمن القومي في مجلس النواب بيتر كينغ: «يجب أن يتوقف أوباما عن الاعتذار عن البرنامج»، وهاجم فرنسا قائلاً: «لا يحق لفرنسا الكلام، لأنها نفذت سابقاً عمليات تجسس حكومية وصناعية على الولاياتالمتحدة». وعن ألمانيا، قال كينغ إن «مخطط هامبورغ بدأ في أرضها، وقاد إلى اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، كما تتعامل مع إيران والعراق وكوريا الشمالية». وفي أول تصريح علني منذ بدء التسريبات لوكالة الأمن القومي الأميركية التي تدير برنامج التنصت، أكدت الناطقة باسمها فاني فاينز عدم صحة ما نقلته صحيفة ألمانية عن بحث مدير الوكالة الجنرال كيث ألكسندر مع الرئيس أوباما في عملية التجسس الأجنبي المزعوم على المستشارة الألمانية مركل عام 2010». وعكس ذلك الأهمية البالغة التي توليها الإدارة الأميركية لمتابعة الملف، واحتواء تداعيات الفضيحة على العلاقة الألمانية - الأميركية، خصوصاً أن أوباما كان نفى في اتصال أجراه مع مركل الأربعاء الماضي علمه بالأمر. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أن «أوباما ظلّ 5 سنوات لا يعلم أن جواسيسه يتنصتون على هواتف قادة دوليين، وذلك حتى منتصف السنة الحالية حين تلقى تقريراً طلبه عن البرامج، ثم أوقفت وكالة الأمن القومي الأميركية برنامج التجسس على مركل وزعماء الدول، فيما لم تلغَ برامج أخرى بالكامل لأنها تفضي إلى معلومات مفيدة للاستخبارات الأميركية». وتابع المسؤولون أن «وكالة الأمن القومي نفذت عمليات تنصت كثيرة. ولم يكن من العملي اطلاع الرئيس عليها كلها، إذ يكتفي بمعرفة أولويات جمع معلومات استخباراتية أوسع، فيما يتخذ مساعدون له قرارات حول الأهداف الاستخبارية. وتطرق أوباما للقضية خلال مراسم تسلم جيمس كومي منصب مدير جديد لمكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي)، وفي اجتماع متأخر عقده مع كل من نائب الرئيس جوزف بايدن ووزير الخارجية جون كيري، فيما يتابع مسؤولون كبار في إدارته الملف لإعطاء برلين ضمانات بتوقف التنصت، والعمل لإيجاد صيغة تعاون مقبولة بين الحليفين يناقشها وفد استخباراتي ألماني وصل إلى واشنطن. التجسس على إسبانيا في إسبانيا، طالبت وزارة الخارجية، في رسالة سلمتها إلى السفير الأميركي جيمس كوستوس في مدريد، واشنطن بتزويدها معلومات «ضرورية حول عمليات التنصت المفترضة على أراضيها»، مشددة على أن «هذه الممارسات، إذا تأكدت، غير مناسبة أو مقبولة بين بلدين حليفين وصديقين». ورد السفير في بيان أن «الولاياتالمتحدة ستواصل المشاورات مع حلفائها عبر القنوات الديبلوماسية المألوفة لتبديد الهواجس التي جرى التعبير عنها». ترافق ذلك مع نشر صحيفة «الموندو» تقريراً، استند إلى وثائق المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية، عن تجسس الولاياتالمتحدة على أكثر من 60 مليون مكالمة هاتفية في إسبانيا، بين كانون الأول (ديسمبر) 2012 وكانون الثاني (يناير) 2013. وأوضحت الصحيفة أن الوكالة الأميركية لم تسجل مضمون الاتصالات، بل الرقم المتسلسل للهواتف، وأماكن وجودها ورقم هاتف بطاقات أس أي أم المستخدمة ومدة الاتصال. وأكدت «الموندو» أنها اتفقت مع الصحافي غلين غرينوالد الذي يملك الملفات التي سلمه إياها سنودن، أن تكشف حصراً الجزء المتعلق بإسبانيا في الوثائق. في إيطاليا، شددت الشرطة إجراءات الأمن في محيط السفارات والقنصليات، خصوصاً السفارة الأميركية في العاصمة روما، وسط حال التوتر من التقارير حول تجسس وكالة الأمن القومي الأميركية على الحكومة الإيطالية. وكان رئيس الوزراء الإيطالي انريكو ليتا قال الخميس الماضي إن المعلومات عن مراقبة الاستخبارات الأميركية والبريطانية اتصالات للحكومة الإيطالية وشركات «أمر غير مقبول، ولا يمكن تصوره».