يعقد وفدا النظام السوري و «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في جنيف اليوم آخرَ جلسات الجولة الأولى من المحادثات، قبل تعليقها ليعودا لعقد جولة أخرى في 11 الشهر المقبل. ويتوقع أن يقوم رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا بزيارة موسكو قبل استئناف المحادثات، بناء على دعوة تسلمها أمس من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وكان الوفدان عقدا جلسة من المحادثات برعاية المبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي، لم تسفر عن نتائج ملموسة. وعلم أن وفد المعارضة اقترح في بداية الاجتماع الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ما اعتبر إشارة رمزية من قبل وفد «الائتلاف». وتقدم وفد الحكومة السورية بمشروع بيان حول «مكافحة الإرهاب» رفضته المعارضة، متهمة نظام الرئيس بشار الأسد بارتكاب «جرائم حرب»، وبأنه «سبب الإرهاب». وتناولت جلسة نقاش قبل الظهر مسائل العنف والإرهاب، بحسب ما ذكرت مصادرهما. ووزع الوفد السوري بعد الجلسة نص بيان قال إنه اقترح تبنيه، لكن وفد المعارضة رفضه. ونص البيان، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، على «وقف التمويل والتسليح والتدريب والإيواء للإرهابيين وتسهيل تدفقهم الى سورية»، كما دعا إلى «العمل على نحو عاجل لمواجهة المجموعات الإرهابية والقضاء عليها بهدف تحقيق الأمن والسلام وعودة الهدوء والاستقرار إلى سورية». ودعا الأفراد والدول إلى «وقف أعمال التحريض ونشر الفكر التكفيري والتعصب الديني كافة». وشدد على وجوب أن «تضبط الدول المجاورة لسورية حدودها بشكل فعّال لوقف تدفق الإرهابيين». وتابع البيان، الذي يعتبر النسخة المعدلة عن الورقة التي قدمت في الأيام الأولى من المحادثات، مطالباً ب «وقف التحريض الإعلامي». كما دعا «دول جوار سورية إلى ضبط حدودها بشكل فعال لوقف تدفق الإرهابيين والأسلحة وتبادل المعلومات الأمنية المتعلقة بتحركات الإرهابيين وشبكاتهم ووثائق سفرهم والإتجار بالأسلحة والمتفجرات». في المقابل، وزع المكتب الإعلامي للوفد المعارض معلومات عن مجريات الجلسة جاء فيها أن وفد المعارضة حضر إلى جنيف من اجل «إنهاء عمليات القتل عن طريق الانتقال من إرهاب الدولة إلى سورية الحرة، لكن النظام يريد الحديث عن الإرهاب»، مضيفة أن وفد المعارضة قال داخل جلسة امس «إن براميل القنابل هي إرهاب، تجويع السكان حتى الموت إرهاب، التعذيب والاعتقال هما أيضاً إرهاب». وقال مصدر في الوفد المعارض إن فريقه يعتبر أن « أكبر إرهابي في سورية هو بشار الأسد»، وان الوفد شدد على أن مقاتلي المعارضة هم الذين يحاربون تنظيم القاعدة في سورية، من خلال المعارك بينهم وبين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)»، وقال عضو وفد المعارضة المفاوض لؤي صافي للصحافيين بعد الجلسة، إن الوفد عرض «وثائق» وصوراً عن «المجازر» التي ارتكبها النظام. وقال: «عرضنا ملفات كاملة والتقرير الذي صدر اليوم (امس) عن منظمة هيومان رايتس ووتش». وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد من جهته للصحافيين، إن البيان الذي تقدم به «وفد الجمهورية العربية السورية يعبر عن لغة متوافق عليها دولياً، ومن يرفض هذا البيان ليس سورياً بل هو إرهابي ويدعم الإرهاب».