لم تعقد أمس جلسة مسائية من المحادثات بين وفدي النظام السوري و «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بعد تقديم الوفد الحكومي برئاسة السفير بشار الجعفري ورقة أخرى، اعتبرتها المعارضة ترمي إلى إدخال المفاوضات «في نفق للتهرب من بحث بيان جنيف الأول» الذي عقد على أساسه مؤتمر «جنيف - 2». وقالت ناطقة باسم الأممالمتحدة بعد انتهاء جلسة مشتركة في الصباح في رعاية المبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي، إن الجلسة المسائية لن تعقد كما جرت العادة منذ انطلاق المفاوضات في جنيف. وقالت كورين مومال فانيان، الناطقة باسم الإبراهيمي: «لن يعقد اجتماع بعد الظهر (أمس)». وعقد مؤتمر صحافي للإبراهيمي مساء أمس. وأوضحت ريما فليحان من وفد المعارضة لوكالة «فرانس برس»: «أن السيد الإبراهيمي رفع الجلسة، لأن النظام حتى الآن لم يقم بأي تجاوب. موضوع فك الحصار عن مدينة حمص (وسط سورية)، لم يفعل شيئاً لأجله. موضوع الحكم الانتقالي لم يفعل شيئاً في شأنه ولم يقدم أي تصور». وأشارت إلى أن وفد المعارضة قدم خلال جلسة أمس «رؤيته لسورية المقبلة، سورية الجديدة، سورية المدنية التعددية الديموقراطية التي تضمن حق المواطنة والمساواة لكل أبنائها بصرف النظر عن الجنس والدين والمذهب أو القومية أو الإتنية». وتابعت: «طرحنا تفاصيل تتعلق بكل ذلك، وطالبنا الوفد المقابل لنا بأن ينضم إلى الشعب السوري، وأن يكون في صف هذا الشعب في تطلعاته المشروعة». وقالت: «إن وفد النظام رفض مناقشة الموضوع». وكان الجعفري قدم في الجلسة ورقة لإدانة موقف واشنطن. وقال الوفد في بيان صدر بثته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن الولاياتالمتحدة «في خطوة معاكسة للجهود المبذولة ومناقضة تماماً لجنيف (...) اتخذت قراراً باستئناف تسليح المجموعات الإرهابية». وطالب البيان ب «الكف فوراً عن هذا السلوك غير المسؤول الذي من شأنه تقويض مؤتمر جنيف - 2». وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد للصحافيين: «إن اجتماع أمس كان يفترض أن يخصص للبحث في جنيف - 1». وأشار إلى أن الوفد الحكومي قال بعد بدء البحث إن «هناك تطوراً مهماً مرتبط بقرار ألأداره الأميركية تسليح المنظمات الإرهابية». وأردف: «تلونا بياناً كان موضع نقاش، إلا أن الطرف الآخر قال إنه يدعم القرار الأميركي». إلى ذلك، قال ناطق باسم «الائتلاف» إن المعارضة مستعدة لرفع حصار عن ثلاث قرى مؤيدة للحكومة في شمال البلاد في إطار اتفاق أوسع لتخفيف الحصار عن بلدات من الجانبين. وقال لؤي الصافي للصحافيين في ختام جلسة صباحية من المحادثات في جنيف: «إن مقاتلي الجيش السوري الحر» مستعدون لتخفيف الضغط عن قرى نبل والزهراء في ريف حلب شمالاً والفوعة في ريف إدلب في شمال غربي البلاد»، وتابع: «أن حكومة الرئيس بشار الأسد لم توافق على رفع الحصار عن المدينة القديمة بحمص والذي يعد حاسماً لنجاح أي اتفاق». وقال الصافي: «إن المعارضة طلبت من النظام رفع الحصار عن كل المدن ووافقت المعارضة على رفع أي حصار ل «الجيش السوري الحر» عن أي بلدة ومدينة في سورية». وزاد: «أنه توجد ثلاث مدن يحاصرها «الجيش السوري الحر» لأنها تستخدم كنقاط انطلاق يهاجم منها النظام حلب». نص بيان قدمه النظام لندن - «الحياة» - قدم الوفد الحكومي السوري في الجلسة الصباحية امس، نشرة وزعت على موقع «فايسبوك». هذا نصها: «تزامناً مع انعقاد مؤتمر «جنيف2» وفقاً للمبادرة الروسية – الأميركية، المستند الى بيان «جنيف1» الذي ينص صراحة في بنده الأول على وقف العنف والإرهاب، يُفاجأ العالم بأن أحد طرفي هذه المبادرة التي دعت الى هذا المؤتمر، وهي الولاياتالمتحدة الأميركية، وفي خطوة معاكسة للجهود السياسية المبذولة ومناقضة تماماً لجنيف نصاً وروحاً، قد اتخذت قراراً باستئناف تسليح المجموعات الإرهابية في سورية. إن مثل هذا القرار الاستفزازي، عدا عن أنه يعدّ مخالفة صريحة لأحكام قرار مجلس الأمن الرقم 1373، حيث تأكد للجميع وصول السلاح الأميركي الى منظمات ارهابية مُدرجة على قائمة مجلس الأمن للأفراد والكيانات الراعية للإرهاب مثل (الدولة الاسلامية في العراق والشام) داعش والقاعدة وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية، فإن توقيت هذا القرار يثير الاستغراب فعلاً، وينعكس سلباً على أجواء مؤتمر «جنيف2» مما يفهم منه محاولة مباشرة لإعاقة أي حل سياسي في سورية عبر الحوار ويتناقض تماماً مع التزامات الولاياتالمتحدة الأميركية نفسها بموجب البند الأول من بيان «جنيف1» الذي عُقد مؤتمر «جنيف2» على أساسه والذي نجتمع جميعنا هنا تحت سقفه. يدين المجتمعون هذه الخطوة ويطالبون الولاياتالمتحدة الأميركية والدول الأخرى التي تزود الإرهابيين بالسلاح بالكف فوراً عن هذا السلوك غير المسؤول والذي من شأنه تفويض مؤتمر «جنيف2» وإفشال الجهود المبذولة لضمان نجاحه».