دعا مجلس الحوار الوطني التونسي المرشحين للانتخابات الرئاسية الى التهدئة والتنافس السلمي والابتعاد عن خطاب التفرقة والتحريض، في الوقت الذي أعرب رئيس حركة النهضة الاسلامية راشد الغنوشي عن استعداد الرئيس المنصف المرزوقي لسحب الطعون التي قدمها في نتائج الانتخابات الرئاسية. وشدد بيان للجنة الرباعية الراعية للحوار الوطني (اتحاد الشغل واتحاد رجال الاعمال وهيئة المحامين ورابطة حقوق الانسان) امس السبت، على ضرورة «الابتعاد عن كل خطاب من شأنه المساهمة في توتر الجو السياسي والتنافس على قاعدة البرامج والاحترام المتبادل وحق الاختلاف». وجاء هذا البيان بعد تنامي خطاب التقسيم بين التونسيين على خلفية تصويت غالبية سكان مناطق الجنوبالتونسي لصالح الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي فيما صوتت النسبة الأكبر من سكان الشمال والساحل الشرقي لصالح مرشح حزب «نداء تونس» العلماني الباجي قائد السبسي. وتظاهر المئات من المتظاهرين المساندين للمرزوقي الخميس في محافظات مدنين وتطاوين (جنوب شرقي البلاد) احتجاجاً على ما اعتبروه «تحقيراً» من شأنهم وتهميشهم من قبل مرشح حزب «نداء تونس» الفائز في الانتخابات البرلمانية. ونفى الباجي قائد السبسي ان تكون تصريحاته سبباً في اندلاع احتجاجات في محافظاتجنوب البلاد مؤكدا انه «يتعرض الى عملية استهداف قائمة على تغيير التصريحات والخطابات من اجل «تشويه» مواقفه حسب قوله. كما دعت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في بيان لها مختلف الأطراف، وبخاصة المرشحين للدور الثاني، إلى تغليب المصلحة الوطنية والعمل على إنجاح المسار الإنتخابي وتفادي كل أسباب التشنج والعنف مما قد يؤثر سلبا على نزاهة العملية الانتخابية ونسبة إقبال الناخبين يوم الاقتراع. وذكّرت الهيئة العليا بأن «الدعاية الانتخابية يجب أن تخضع لجملة من المبادئ أهمها عدم الدعوة إلى الكراهية والعنف والتعصّب والتمييز، ويمثل خرق هذا المبدأ جريمة انتخابية» حسب نص البيان. في نفس السياق جدد الفرقاء السياسيون اتفاقهم، في جلسة الحوار الوطني المنعقدة السبت، على ضرورة ان يكلف الرئيس المنتخب الحزب الفائز في الانتخابات البرلمانية بدل الرئيس المنتهية ولايته. وكان المرزوقي قد طلب من حزب «نداء تونس» ترشيح شخصية تتولى تشكيل حكومة جديدة بعد الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات التشريعية قبل اكثر من أسبوع. من جهته قال الغنوشي امس ان «الرئيس المرزوقي عبّر عن استعداده للتراجع عن رسالة التكليف التي ارسلها الى حزب نداء تونس» إضافة الى انه مستعد للنظر في سحب الطعون التي قدمها في نتائج الدورة الاولى للاستحقاق الرئاسي بحسب قوله. واضاف الغنوشي انه التقى المرزوقي من اجل إقناعه بتوجيه رسالة تهدئة في البلاد والوصول الى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت، محملا مسؤولية امن البلاد للمرشحين الباجي قائد السبسي والمنصف المرزوقي على حد تعبيره. وكلف مجلس الحوار الوطني (الذي يضم اهم الاحزاب السياسية وابرز المنظمات الوطنية) رئيس حركة «النهضة» بمتابعة موضوع التراجع عن رسالة التكليف وسحب الطعون مع المرزوقي. يذكر ان النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية أظهرت تقدم مرشح حزب «نداء تونس» العلماني الباجي قائد السبسي على منافسه المنصف المرزوقي بنسبة 39 في المئة، مقابل حصول المرشح المرزوقي على المركز الثاني بنسبة 33 في المئة مما أجل الحسم الى دورة رئاسية ثانية. إلى ذلك، صرح (أ ف ب) رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة في دكار حيث يحضر قمة المنظمة لدولية للفرنكوفونية، أن تجربة تونس مهد الثورات العربية «ليست نموذجاً بل أملاً» للدول المتطلعة إلى الديموقراطية. وقال جمعة انه بعد ثورة 2011 «كانت هناك نظرة رومانسية إلى حد ما جعلتنا نأمل بتسوية المشاكل. وكنا في غمرة الفرح بهذا الربيع، لكن الوقائع سبقتنا»، مؤكداً أن بلده «ما زال في مرحلة انتقالية».