اكدت مصادر سورية رفيعة المستوى ل»الحياة» في دمشق ان اللقاء الثنائي بين الرئيس بشار الاسد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مقر اقامته في جدة ليل اول امس كان «ايجابيا ودافئا» استمر نحو ساعتين، وجرى خلاله «تناول العلاقات الثنائية والدور الذي تضطلع به سورية والسعودية بالنسبة الى المنطقة والوضع العربي العام». واعتبرت المصادر مشاركة الرئيس الاسد في افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية مساء اول امس «مبادرة» في اتجاه خادم الحرمين الشريفين بما «يعزز العلاقة الثنائية والتضامن العربي في ظل الوضع الدولي». وافادت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) ان المحادثات بين الرئيس السوري وخادم الحرمين الشريفين تناولت «العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وآفاق تعزيزها، حيث أعرب الجانبان عن ارتياحهما لمستوى التنسيق والتشاور القائم بين البلدين». وزادت: «استعرض الرئيس الاسد والملك عبد الله تطورات الأوضاع على الساحتين العربية والدولية، وجرى التأكيد على أهمية استمرار تعاون البلدين لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين والعرب جميعاً». وافادت «وكالة الانباء السعودية» ان اللقاء تناول «آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين إضافة إلى مجمل الأحداث على الساحات العربية والإسلامية والدولية وموقف البلدين الشقيقين منها». وحضر المحادثات الأمير عبد العزيز بن عبد الله مستشار خادم الحرمين الشريفين، والذي كان زار العاصمة السورية اكثر من مرة في الشهور الماضية. ويتوقع ان تستمر الاتصالات السورية-السعودية في الفترة المقبلة، بحيث تتوج بزيارة يقوم بها الملك عبد الله لدمشق، بعد «المبادرة - الحدث» من حيث التوقيت والمضمون من الرئيس الاسد لتعزيز العلاقة بين البلدين واوراق القوة العربية بعد انسداد افق التسوية على خلفية تعنت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. ويعتقد بان المحادثات بين دمشق والرياض تتناول مجمل قضايا الشرق الاوسط والعالم وليس فقط الوضع في لبنان باعتبار ان البلدين متفاهمان على الموافقة على ما يتفق عليه اللبنانيون. وعلم ان الجانب التركي لعب دورا في مبادرة الرئيس الاسد الذي زار اسطنبول الاربعاء الماضي، واجرى محادثات مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وحضر مأدبة افطار بدعوة من حزب العدالة والتنمية الحاكم. الى ذلك، كان لافتا مستوى الحضور السوري في حفلة الاستقبال التي اقامها السفير السعودي في دمشق عبد الله بن عبد العزيز العيفان لمناسبة اليوم الوطني التاسع والسبعين لبلاده. وكان بين الحضور معاون نائب الرئيس العماد حسن توركماني ووزير الدولة غياث جرعتلي ووزراء الثقافة رياض نعسان آغا والاتصالات عماد صابوني والصحة رضا سعيد ومعاون وزير الخارجية أحمد عرنوس. واعرب العيفان عن «التفاؤل الكبير وانجاز كل ما من شأنه تعزيز العلاقات الأخوية القائمة بين سورية والسعودية لما فيه خير البلدين والشعبين الشقيقين وخدمة قضايا الأمة العربية»، مشيراً إلى أن سورية «كانت في مقدمة الدول التي ارتبطت مع السعودية بعلاقات المحبة والأخوة».