مقديشو - رويترز - يستعد متمردون إسلاميون متناحرون لقتال على ميناء كيسمايو الاستراتيجي في جنوب الصومال بعدما عيّنت حركة «الشباب» الإسلامية من جانب واحد إدارة جديدة للمنطقة. ويتنامى العداء بين الجماعة التي تقول الولاياتالمتحدة إنها تعمل بالوكالة عن تنظيم «القاعدة» في الصومال، وجماعة ميليشيات أخرى تدعى «حزب الإسلام». وينبئ الاختلاف المتزايد بين جماعتي التمرد الرئيسيتين في الجنوب واللتين تعارضان الحكومة الهشة المدعومة من الأممالمتحدة، بالمزيد من أعمال العنف في البلاد التي قتل فيها أكثر من 18 ألف مدني منذ مطلع 2007. وتريد الجماعتان السيطرة على كيسمايو وهي مصدر مربح للضرائب وغيرها من مصادر الدخل لمقاتليها، وظلت الجماعتان تسيطران على الميناء في شكل تحالف هش بينهما حتى الأسبوع الحالي. وعيّنت حركة «الشباب» الأربعاء مجلساً محلياً للحكم استثنت منه منافسيها في «حزب الإسلام». ويقول سكان إن الجانبين يدفعان بالتعزيزات تأهباً للقتال. وقال زعيم بارز في «حزب الإسلام» أمس إن الجماعة لن تعترف بالسلطة الجديدة. وقال شيخ حسن تركي نائب زعيم «حزب الإسلام» وقائد جماعة رأس كمبوني في جنوب الصومال للصحافيين: «شكّل من يصفون أنفسهم بالشباب ادارة من دون اعتبار للمجاهدين الآخرين». وأضاف: «لا يجب أن يفرض شخص سيطرته الكاملة على المدينة. يجب أن تكون هناك وساطة قبل إراقة الدماء ... أخلفوا وعداً بشأن تشكيل ادارة البلدة وعليهم أن يخافوا الله». ويقول سكان محليون إن منشورات تندد ب «الشباب» ويعتقد على نطاق واسع أن جماعة رأس كمبوني طبعتها وزّعت في كيسمايو في الاسابيع الاخيرة. ويقول خبراء أمنيون إن الصومال ملاذ آمن للمتشددين المطلوبين وبينهم جهاديون أجانب. وحذّر المسؤول عن المساعدات في الاتحاد الاوروبي أول من أمس من أن الصومال سيصبح «أفغانستانالجديدة» إذا لم تساعد الدول الغربية المانحة حكومته على منع تنظيم «القاعدة» من اكتساب موطئ قدم في افريقيا. وفي أحدث أعمال العنف في العاصمة مقديشو أدت اشتباكات الى مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً أول من أمس بعدما هاجم متمردون قوات حكومية وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي. وفي أكبر هجوم على القوات الافريقية حتى الآن شن المتمردون تفجيرين انتحاريين بسيارات ملغومة قبل أسبوع قتل فيهما 17 جندياً من بوروندي وأوغندا بينهم نائب قائد القوة. وقالت «الشباب» إنها شنّت الهجوم انتقاماً لقتل واحد من أبرز المطلوبين المشتبه في انتمائهم الى «القاعدة» قبل أيام على يد قوات أميركية خاصة في جنوب الصومال الذي يسيطر عليه المتمردون. وبرر شيخ حسن ضاهر عويس قائد «حزب الإسلام» استخدام التفجيرات الانتحارية ودعا إلى شن المزيد من هذه الهجمات على حكومة الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد.