يتجه رجال المباحث العلمية والأدلة الجنائية في القضاء اللبناني إلى وضع رسم تشبيهي لصورة الانتحاري في الانفجار الثاني الذي استهدف حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، بعدما لم يتمكن التحقيق من كشف هويته فضلاً عن أن أحداً لم يتعرف إلى صورته التي وجدت على بطاقة هوية تبين أنها مزورة في مكان الانفجار. ويعمل المحققون على استنباط صورة الانتحاري المفترض مما بقي من أجزاء من رأسه ووجهه، وفق ما ذكرت مصادر مطلعة على مجريات التحقيق، التي أكدت أن إفادة الموقوف نبيل الموسوي (بتهمة سرقة السيارة التي انفجرت) لم تؤد إلى معرفة مسار السيارة المفخخة بعدما سرقها مع آخرين وجرى تصريفها في البقاع. وتركز التحقيقات الأمنية بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على رفع ما تيسر من بصمات ومطابقتها مع المعطيات المتوافرة لديها. وأعلنت قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه أنه «بمتابعة تحركات المطلوبين بأعمال إرهابية، وخصوصاً عمليات تفجير السيارات المفخخة، وبعد ورود معلومات عن تحركات المطلوب الإرهابي إبراهيم عبد المعطي أبو معيلق الملقب ب «أبي جعفر» (فلسطيني الجنسية)، أقامت قوة من الجيش بعد ظهر أول من أمس حاجزاً ظرفياً في منطقة البقاع لتوقيف المطلوب المذكور، وبمروره في المكان حاول الفرار صادماً أحد الخفراء بالسيارة التي كان يقودها، وهي من نوع «كرايزلر» سوداء، كما أطلق النار في اتجاه عناصر الحاجز للتغطية على محاولة فراره، ما أدى إلى إصابة ضابط بجروح، فتم الرد على مطلق النار وإصابته، وتوفي لاحقاً متأثراً بجروحه بعد نقله إلى مستشفى، وفر شخص آخر كان برفقته». وأوضحت أن «المطلوب أبو معيلق ينتمي إلى «كتائب عبد الله العزام»، ويرتبط بتنظيم «داعش»، وينسق مع أمير هذا التنظيم في منطقة القلمون السورية لنقل انتحاريين إلى لبنان وتخطيط وتنفيذ أعمال إرهابية، وضبطت في حوزته بطاقة هوية باسم أحمد عمر صلح، وصودرت السيارة التي كان يقودها، فيما يجري العمل على ملاحقة المطلوب الآخر الفار وتوقيفه». وشيعت أمس، قرية بيت ليف (قضاء بنت جبيل) جثمان الشاب علي بشير الذي قضى في انفجار حارة حريك، بمشاركة النائب أيوب حميد وفعاليات ورجال دين. ودان حميد «العمل الإرهابي الجبان»، داعياً «إلى التكاتف والتضامن في وجه الفتنة». وانتقل هاجس السيارات المفخخة والانتحاريين إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، حيث ينفذ جهاز أمن المطار سلسلة تدابير، في إطار الإجراءات الأمنية التي تتخذها وزارة الداخلية، حيث تخضع وحدات الجهاز جميع الركاب والمسافرين والموظفين العاملين في المطار لتفتيش دقيق بواسطة أجهزة الكشف الإلكتروني الحديثة على مداخل ومنافذ المطار، ويتم إخضاع السيارات في المواقف المخصصة للمواطنين والموظفين على السواء يومياً لتفتيش دقيق وذلك عن طريق الاستعانة بكلاب بوليسية مدربة تساعد على اكتشاف أي جسم مشبوه. وتم الإبقاء على عدد محدود من بوابات الدخول إلى حرم المطار. وشيعت بلدة حوش السيد في الهرمل الضحية حسين علي ناصر الدين الذي توفي متأثراً بجروحه في التفجير الانتحاري الذي وقع أمام سراي الهرمل. وشدد النائب نوار الساحلي (كتلة الوفاء للمقاومة) على «تمسك الهرمل بنهج وخط المقاومة»، مندداً «بالإجرام المتنقل الذي ينال من الأبرياء ومن أمن البلد واستقراره». هدوء نسبي في طرابلس الى ذلك، استعاد الجيش زمام الامور في طرابلس التي استعادت هدوءاً نسبياً. وأعاد نشر وحداته في منطقتي باب التبانة وجبل محسن، لا سيما عند الخط الفاصل في شارع سورية، وأقام الحواجز الثابتة عند تخوم المنطقتين وسيّر دوريات مؤللة في شوارع المدينة، بعد جولة الاشتباكات التي استمرت اياماً، واستهدفت العسكريين الى جانب المدنيين. وأعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه وفاة العسكري فادي الجاموس متأثراً بجروحه من إصابة تعرّض لها في الاعتداء على ملالة للجيش في طرابلس. اول من امس.