ثمن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، خلال استقباله في صنعاء أمس سفراء دول مجلس التعاون الخليجي، الدور الإيجابي لدول لمجلس في دعم العملية السياسية في بلاده، وإنجاح مؤتمر الحوار الوطني، في وقت تجري استعدادات مكثفة للاحتفال غداً باختتام المؤتمر الذي أقرت وثيقته النهائية، بعد عشرة أشهر من النقاشات، تمديد ولاية هادي حتى استكمال المتطلبات الدستورية والقانونية اللازمة للانتقال إلى الدولة الاتحادية الجديدة. وعلمت «الحياة» أن وفوداً خليجية وعربية وأجنبية رفيعة المستوى ستحضر الاحتفال الختامي، فيما يجري هادي مشاورات مع الأطراف السياسية لإجراء تغييرات في أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية والتنفيذية، بناء على الصلاحيات الواسعة التي منحته إياها وثيقة الحوار، سعياً إلى تحسين الأداء الأمني المتدهور ووضع حد لأعمال العنف والصراعات المسلحة. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» إن «التغييرات المرتقبة تأتي بما يتوافق مع متطلبات المرحلة الجديدة التي يعيشها اليمن التي تستدعي وجود عناصر قيادية في أجهزة الدولة قادرة على تحمل المسؤولية وتحقيق متطلبات المرحلة». في غضون ذلك، تظاهر أمس في صنعاء الآلاف من أنصار جماعة الحوثي المسلحة التي تسيطر على أجزاء واسعة في شمال البلاد وتخوض صراعاً عنيفاً مع قبائل حاشد، احتجاجاً على اغتيال ممثلها في الحوار الدكتور أحمد شرف الدين قبل ساعات من إقرار الوثيقة النهائية للمؤتمر.\ وجاب المتظاهرون شوارع رئيسية في العاصمة، حاملين شعارات تطالب بإقالة الحكومة وتحميلها مسؤولية اغتيال شرف الدين، وتنامي أعمال العنف وانفلات الأمن، في حين دانت فرنسا اغتيال القيادي الحوثي، داعية في بيان تلاه الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية رومان نادال «الأطراف في اليمن إلى عدم الانجرار وراء دوامة العنف، والسعي إلى تحقيق المصالحة الوطنية». وثمن هادي دور وجهود قادة دول مجلس التعاون الخليجي في إنجاح التسوية السياسية المرتكزة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقراري مجلس الأمن الدولي 2014 و 2051، وقال إن «جهود دول مجلس التعاون كان لها الأثر الإيجابي والملموس من خلال الدعم السياسي والمادي والمعنوي لليمن خلال أزمته حتى تجاوز مجمل التحديات». وأكد «أن التاريخ لن يرحم المتهاونين أو المتخاذلين»، في إشارة إلى القوى التي لا تزال تعارض نتائج الحوار. وقال خلال استقباله أمس وجاهات سياسية واجتماعية من محافظتي تعز وإب: «نحتفل اليوم بحدث استراتيجي وتاريخي بارز سيشكل علامة فارقة في مستقبل اليمن وتطوره ونهوضه وعلى أساس الدولة الاتحادية التي ترتكز على المشاركة الواسعة في المسؤولية والثروة والسلطة». ومن المقرر بعد اختتام الحوار تشكيل لجنة لكتابة الدستور للدولة الاتحادية المكونة من أقاليم، في حين ترجح المعطيات السياسية أن يكون عددها ستة، اثنان منها في الجنوب وأربعة في الشمال، وفقاً للتوجه الذي يدعمه هادي وتؤيده غالبية الأطراف والقوى السياسية. على صعيد منفصل، كشفت وزارة الداخلية مخططاً إرهابياً لتنظيم «القاعدة» لإسقاط محافظة البيضاء (جنوبصنعاء)، وأوضحت في بيان على موقعها الإلكتروني «أن المخطط يهدف إلى الاستيلاء على منشآت حيوية ومرافق حكومية في البيضاء منها فرع البنك المركزي». وحذرت الوزارة مسلحي التنظيم من مغبة تنفيذ هذا المخطط الذي وصفته ب «المغامر»، مؤكدة أن مصيره سيكون الفشل، مؤكدة أن «إذا أقدمت العناصر الإرهابية على أي مغامرة فإنها ستدفع ثمناً باهظاً لأن الوحدات العسكرية والأمنية في محافظة البيضاء ستكون لهم بالمرصاد وستلقنهم درساً قاسياً لن ينسوه أبداً». إلى ذلك، رحب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد مدني «بإقرار وثيقة الحوار الوطني في اليمن بالإجماع». وهنأ «الحكومة والشعب اليمني على هذا الإنجاز التاريخي»، مؤكداً دعم المنظمة «مخرجات الحوار الوطني التي تؤسس لمستقبل واعد لليمن الجديد ينعم فيه شعبه بالأمن والاستقرار والحياة الكريمة». كما جدد الحرص على «سلامة اليمن ووحدة أراضيه»، موضحاً أن أمانة المنظمة ستواصل دعمها للشعب اليمني والحكومة اليمنية، لافتاً إلى «دعم المنظمة الجهود المخلصة التي يقودها اليمني عبدربه منصور هادي لأجل سلامة اليمن واستقراره ووحدته، والتزامها بدعم الاستحقاقات الوطنية الأخرى».