عززت معطيات أمنية نشرت في روسيا أمس، المخاوف من شن هجمات انتحارية خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها مدينة سوتشي من 7 إلى 23 شباط (فبراير) المقبل. وهيمن شبح «الأرامل السود» مجدداً، بعد توزيع صور «انتحارية» قالت السلطات إنها واحدة من مجموعة فتيات جرى إعدادهن لتنفيذ تفجيرات. وأعلنت وزارة الأمن الفيديرالي أن «الانتحارية» روزانا إبراهيموفا (22 عاما) المتحدرة من داغستان، تسللت إلى سوتشي لتنفيذ هجوم، ونشرت رسماً تشبيهياً للشابة داعية السكان إلى الإبلاغ عنها فوراً إذا شوهدت في مكان عام. وقالت أن «روزانا هي أرملة المقاتل الداغستاني المتشدد شامل محمدوف الذي قتل في مكمن لقوات الأمن لدى عبوره على متن سيارة في بلدة خاسافيورت في داغستان، في شباط (فبراير) الماضي». واوضحت الوزارة أن روزانا، المعروفة في أوساط المقاتلين باسم سليمة، «كانت برفقة زوجها لدى وقوعهما في المكمن، وأصيبت بجروح عولجت منها قبل أن تختفي تماماً، وتلجأ على الأرجح إلى مناطق يتحصن فيها مسلحون متشددون في جبال داغستان الوعرة، حيث جرى تدريبها وإعدادها لتنفيذ هجوم انتحاري». وتؤكد المعطيات المنشورة أنباء سرّبت الشهر الماضي عن استعداد فرقة تضم ثلاث «أرامل سود» على الأقل لشن تفجيرات انتحارية قبل أولمبياد سوتشي وخلاله. وتحدثت السلطات بعد تفجيري فولغاغراد نهاية العام الماضي، عن امتلاكها معلومات في هذا الشأن، ونشرت اسماء فتيات يشتبه في انتمائهن الى الفرقة الانتحارية التابعة ل «إمارة القوقاز». وكانت ظاهرة «الأرامل السود»، وهي التسمية التي تطلق على انتحاريات نفذن عمليات للانتقام من قتل السلطات الروسية أزواجهن أو أقاربهن، روعت روسيا طويلاً خلال التسعينات من القرن العشرين، عبر تفجيرات شملت محطات لمترو الأنفاق وطائرات مدنية، وعمليتي احتجاز رهائن في مدرسة بيسلان (جنوب) ومسرح في موسكو، واللتين انتهتا ببحر من الدماء. لكن أوساطاً معارضة شككت بصحة المعطيات الأمنية. وذكّر مدوّن معارض بأن السلطات تسرعت في اتهام «الأرامل السود» بتنفيذ هجومي فولغاغراد الأخيرين، قبل أن يتبين أن منفذيهما رجلان. في المقابل، اعتبرت اللجنة الأمنية المكلفة حماية أولمبياد سوتشي أنه «لا يمكن تقليل أهمية المعلومات عن الأرامل السود، خصوصاً بعد تهديد انتحاريي فولغاغراد في شريط فيديو نشر أول من امس بهجمات انتحارية جديدة إذا اصرت السلطات على تنظيم الأولمبياد». وتخضع سوتشي والمناطق المحيطة بها لإجراءات أمنية تعتبر الأضخم والأكثر كلفة في تاريخ الألعاب الشتوية. وقال مسؤول في الديوان الرئاسي أن «التحدي الأمني يعد المهمة الأساسية ضمن الاستعدادات لانطلاق الأولمبياد».